‏آخر المستجداتلحظة تفكير

القيادية الاستقلالية والشاعرة مالكة العاصمي تدلي برأيها في “أصل المغرب والمغاربة”

العالم لا يوجد به عرق صاف أبدا، سوى كما قال الاستاذ سعيد يقطين لدى الشعوب البداية وهي منعدمة اليوم.
التاريخ إما نعرف أوله وهو آدم ما يجعلنا من أم وأب واحد. أو أوله قرود . وليس لنا أن نتفاخر بهذا الأصل القردي المشرف. أم أن الشعوب تطورت من تعفن التربة وموادها العضوية. فنكون كالدود والبعوض فليس لنا أن نفتخر بهذا الاصل المتعفن أيضا.
لقد توالت على المغرب هجرات مد وجزر. ولدينا فينيقيون وجرمان ونوماند ورومان وشعوب أخرى لا نعرفها، استقر منها من استقر. ينطق بعضهم بالبربرية وآخرون بالعربية. وعاد منها من عاد. غير أن البربر أنفسهم مهاجرون بطبيعتهم تجار وفلاحون. ولو ذهبت إلى القطب الجنوبي أو الشمالي لوجدت بعض تجار المواد الغذائية هناك مثلا من البرابر ينطقون لغة البلاد التي استوطنوها. بعضهم لا يعرفون أصلهم البربري أبدا.
الكائن بطبيعته مكتشف يسيح في الأرض. ومتفاعل ينقل الثقافة والمعرفة والحياة الاجتماعية للأصقاع البعيدة. وتحلو له إقامة أو ينقطع به ظرف فيتزوج وينجب ويستأنس ويستقر ، فتكون الأعراق خرافة واوهام.
لا أحد من البشر يعرف من هو سوى من يصر أن يكون عنصريا عدوانيا خارج العلم وخارج التاريخ. وكائن بعيد عن المعرفة بل عن جميع المعارف المستندة إلى الفكر والمنطق الطبيعي للأشياء.
التاريخ بعيد بعيد جدا. ويتكون من أعصر وأمم وحضارات وبشر بائدة بالزلازل والطوفانات والاعاصير والزوابع والتقلبات المناخية وأشياء أخرى لا نعرفها.
الإنسان ينتمي إلى المكان فقط. المكان الذي يوجد فيه. والمكان بيئة ومناخ وتربة وغير ذلك، مما يمنحه خصوصيات بسبب نوعية الغذاء والشمس والقمر والهواء والتربة والجبل البحر وإكراهات كل ذلك.
نحن إذن مغاربة فقط. مغاربة فقط. بدون زيادة أن نقصان.

هذه الحركة المسماة أمازيغية هي حركة استعمارية معروفة. تمت صناعتها في مؤسسات البحث لخدمة الاستعمار. مهمتها تفرقة شعوب شمال أفريقيا وتفكيك تضامنها لتسهيل استعمارها واستغلالها واستعبادها. وقد تفطن لها المغاربة لأنهم أذكياء. فحاربوها متضامنين وكسروها. والمغرب اليوم ككثير من الشعوب يهيأ لعودة الاستعمار. بذلك تحيا فيه النعرات. ليس الامازيغية وحدها. يراد تفكيكه دينيا ومذهبيا وعرقيا وقبليا وجغرافيا ونوويا وتشويهه كباقي الشعوب الإسلامية المستهدفة.
الاسلام والعربية عناصر حماية وتوحيد وتضامن ومقاومة للتفكيك والاستعمار والاستعباد والاستغلال. عناصر مقاومة للحروب والابادات الجماعية التي نستهدف بها كما يستهدف الفلسطينيون هذه الأيام. وسيكون لكل أيامه القادمة إن لم يتوحدوا ويتضامنوا اليوم والآن. الآن قبل غد.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button