سمعت الكثير عن مسلسل فتح الأندلس قبل رمضان، صناعه كانوا يبشروننا بعمل تاريخي متكامل مختلف سيُشرِّح لنا حقبة وأحداث معينة من تاريخ المغرب ومعه الأندلس، الحلقة الأولى منه تكشف لنا عكس ما روج له.
هناك مثل مغربي متداول يقول (العشا الزين تشم ريحتو من العصر) فالحلقات الأولى من المسلسلات إما تشد الجمهور وتجعله يتابعها باهتمام وحماس أو تنفره منها، وتجعله يلتفت الى أعمال أخرى، مسلسل فتح الأندلس انطلق انطلاقة مخيبة لآمال الكثير من المشاهدين، أما آمالي أنا شخصيا فخابت قبل مشاهدتي له وذك بمجرد معرفتي باسم مخرجه، فلنا في ملحمته السيئة الذكر وما قبلها وما بعدها من أعمال عبرة.
فالمعروف والمتعارف عليه أن فاقد الشيء لا يعطيه. أعود وأقول إن مسلسل فتح الأندلس عمل سينضم حتما الى مثله من الأعمال الضعيفة لمحمد العنزي… حلقتا المسلسل كشفتا لنا عن أنه مجرد نسخة باهتة من المسلسلات التاريخية السورية في بداياتها الأولى، سيناريو مهلهل، وحوار ضعيف بُني على الخِطابة واستعطاف مشاعر المشاهد محاولا اقناعه بالأهداف النبيلة لدخول المشارقة الى المغرب فاتحين، أخطاء تاريخية بالجملة رغم كتابته من طرف 11 كاتبا عربيا مختصا (لايوجد بينهم مغربي)، ملابس لاعلاقة لها بتلك الحقبة.
فلا أظن أن موسى بن نصير عندما دخل الى المغرب كان المغاربة الأمازيغ أنذاك يلبسون نفس لباس العرب في الشرق، فلباس المغاربة في هذا المسلسل هي نفسها التي يلبسها العرب في المسلسلات التاريخية السورية، كما لا أظن أن موسى بن نصير عندما دخل إلى المغرب فاتحا استقبلنه النساء المغربيات بالحجاب الشرعي ذي المعايير الحالية وهن لم يتعرفن على الإسلام بعد، كما لا أظن أن أسواق طنجة في عهده كان يعرض فيها الموز الذي لم يدخل الى المغرب إلا في القرن الماضي…
المؤثرات البصرية والجرافيك بسيطة جدا لا تتماشى مع عمل تاريخي وُصف بالضخم، تمطيط وتطويل في المشاهد حد الملل، المكياج مبتذل ونمطي حاول إظهار قادة النصارى بملامح قبيحة والمسلمون العكس، التمثيل مبالغ فيه جدا ومتجاوز ربما كنا نقبله قبل عشرات السنين في البدايات الأولى للأعمال التاريخية… من سبق له متابعة بعض الأعمال التاريخية الايرانية والتركية والسورية أيضا سيظهر له هذا العمل مجرد محاولة بدائية فاشلة سميت تجاوزا بمسلسل تاريخي.
*ميزانية المسلسل 3 مليون دولار تقريبا وصور بين لبنان وتركيا
*يشارك فيه ممثل مغربي وحيد هو هشام بهلول.