احتضنت مدينة النجف في مساء يوم 5 آذار 2025 احتفالية تكريما للمفكر الحقوقي الدكتور عبد الحسين شعبان، شهدت هذه الفعالية حضور نخبة كبيرة من المثقفين والأكاديميين من مختلف أنحاء العراق بالاضافة الى شخصيات رسمية ودينية بارزة، ومن الوجوه الاجتماعية وشيوخ العشائر مما يعكس التقدير الكبير لإسهامات الدكتور شعبان في مجالات الفكر والقانون وحقوق الإنسان ودعواته المستمرة الداعية للا عنف والسلام .
أقيمت الاحتفالية في مضيف آل سميسم الذي ازدحم بحضور ثقافي زاد على المائتين وخمسين من ذوي الاقلام والناشطين بالكتابة والإعلاميين والمشتغلين في الحقول الفكرية المختلفة، وهي احتفالية قل نظيرها ولم تسبقها فعالية بهذا الحجم والتنوع ، وقال المستشار عارف الساعدي بأنها فعالية عجزت عن تنفيذها مؤسسات كبرى في البلاد، فقد أضافت لمدينة النجف ذاكرة أخرى تذكرها بالاحتفاء بالشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في سبعينيات القرن الماضي .فقد كانت مدينة النجف حاضنة للفكر والأدب، وفي هذا السياق جاءت الاحتفالية تكريما لمسيرة الدكتور عبد الحسين شعبان الذي احتفل بهذا اليوم بمولده الثمانين، فقد ولد في عقد السلام في آذار من عام 1945م، ونشأ في بيئة علمية وثقافية أثرت في تكوينه الفكري، وحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في العلوم القانونية من براغ عاصمة الدولة التشيكية، وبرز كأحد أهم المفكرين اليساريين في العراق، مع اهتمام خاص بحقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعبين الكردي والفلسطيني، ووقف شامخا في اثبات مواقفه وآرائه على عمارة عالية من الكتب النوعية التي زادت عن عدد سنواته العمرية .ويذكر ان الدكتور شعبان كان قد حظى بتكريمات عديدة في دول عربية كتونس وعمان والقاهرة واربيل والكويت وفي دول اجنبية في روتردام وامستردام ، وكتبت عنه موسوعات ضخمة كان اخرها موسوعة سعاد الصباح في الكويت عام 2024 .
توالت كلمات الاحتفاء بمنجز الدكتور شعبان قادها خطيب النجف المفوه معن غالب سباح، حيث قدم مقدمة ابهرت الحضور، وبدأت هذه الفعالية بقراءة آيات من الذكر الحكيم، والوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، وسماع النشيد الوطني، أعقبتها كلمة الاستاذ الاديب نجاح سميسم الذي قرأ كلمة الترحيب باسم آل سميسم أشادت بالدور الوطني للمحتفى به وكانت كلمة بليغة اشاد فيها بالدور الريادي للدكتور شعبان في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، ثم أعقبه الدكتور علي الفواز رئيس الاتحاد العام للكتاب والادباء في العراق الذي ارتجل كلمة هي من عيون الأدب العراقي، اشار فيها الى دور الدكتور شعبان في الدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير، معتبرا اياه انموذجا للمثقف الملتزم بقضايا وطنه، وقرأ الدكتور شيرزاد النجار مستشار مجلس الوزراء والتعليم العالي في اقليم كردستان كلمة عرج فيها عن ذكرياته عن الدكتور شعبان منذ أيام الدراسة في جامعة بغداد، مبرزا دوره في تعزيز مكانة العراق في الساحة الدولية
من خلال مشاركاته في المؤتمرات والندوات العالمية، واعتلى المنصة القاضي زياد شبيب محافظ بيروت السابق ليحكي عن النضال السلمي للدكتور شعبان في القضية اللبنانية والفلسطينية، وجاء دور الدكتور عبد الحميد الصائح الذي أشاد بالدور الموسوعي للدكتور شعبان، واعتبر ان هذا التكريم هو أجل التكريمات حيث احتفت به مدينته النجف مستودع سره، وهو إقرار من أهل النجف بأن المدينة راضية عنه و فخورة به، وقدم الشاعر وجيه عباس قصيدة من ثمانين بيتا لهذه المناسبة، وقال ان هذا المجلس لم يجتمع في الأرض قاطبة، وقدم في ختام الحفل وسام العرفان الدكتور عارف الساعدي مستشار رئيس الوزراء، وقرأ النص المذكور في المدالية الكريستالية . كما قدم صاحب المفصل الدكتور حسن عيسى الحكيم قلادة الابداع الذهبية، وأعرب عن غاية سروره وسعادته الخالصة وفخره بالدكتور شعبان، وقدم الاستاذ حامد الرماحي وسعد الجد لوحة أعاد رسمها على الجلد حسب الرسم القديم الذي رسمه المستشرق الفرنسي عندما زار بحر النجف قبل قرن ونصف، كما قدم الدكتور صادق الربيعي هدية للاستاذ ماجد سميسم على هذه الفعالية الكبيرة ،
وأعقب ذلك كلمة للسيد عدنان الحلو. واختتمت الاحتفالية بكلمة رائعة الدكتور عبد الحسين شعبان عبر فيها عن شكره وامتنانه لهذا التكريم، مؤكدا ان النجف كانت وستظل مصدر الهامه الفكري والثقافي، وقال بأن هذا التكريم ليس لشخصه فقط ، بل هو تكريم لكل المثقفين والحقوقيين والمناضلين من اجل الحرية الذين يعملون من أجل رفعة العراق وازدهاره، وشكر الحضور ومجلس آل سميسم وممثلي المراجع الدينية الذي حضروا هذه الفعالية، وقدم امتنانه لجميع من شارك في هذا التكريم، وأشاد بحفاوة التكريم والاستقبال الكبير له والوفد المرافق والوفود القادمة القادمة من مختلف أنحاء العراق .
ومن الجدير بالذكر ان مجموعة من المثقفين وأصدقاء الدكتور شعبان لم تسنح لهم الفرصة بالقاء كلماتهم نظرا لضيق الوقت، لكنها ستظهر مطبوعة في كتاب خاص بهذا التكريم .
تقرير: حسين سميسم
