لاتزال اللغة الفرنسية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، هي الطاغية النافذة. ولا زالت إدارة المهرجان هي هي لم تتغير. حيث تستحوذ لغة موليير على كل زوايا التسيير والإدارة بشكل عام في كل ما يرتبط بالمناسبة العالمية، حتى إنك لا تجد من عتبة استقبال الضيوف إلى المنسقين في التواصل مع الفنانين والصحفيين وسواهم، شخصا واحدا يتحدث دارجته المغربية أو لغة الدستور القانونية في كل قطاعات الدولة، بما فيها تلك المرتبطة بمجالات الفنون والثقافة والآداب.
وكانت بعض وسائل الإعلام الإلكترونية المحلية والوطنية، قد زعمت تغييرا في تعاطي إدارة المهرجان مع الهوية الوطنية اللغوية، بالنظر لاعتماد لغة الضاد في جانب هامشي من وثائق المهرجان، الشيء الذي لا يمكن استحضاره هنا، بدليل استمرار النهج نفسه، منذ الدورة الأولى منه.
وكانت “كش بريس” قد وقفت على حقيقة استمرار اللغة الفرنسية في تحويل مهرجان الفيلم الدولي بمراكشّ، إلى ما يشبه ملحقة فرنسية في أرض مغربية، واتخاذ اللغة الفرنسية كهوية للتحدث والتواصل مع كل الضيوف، بما فيهم المغاربة الذين يتشبتون بحق لغتهم في التواجد على أرض ومال مغربي صرف.
ويلاحظ الزائر للمهرجان، أن معظم العاملين في مصالح التواصل والتنسيق، هم من خريجي المدارس الأجنبية، فرانكوفونيين، ولا علاقة لهم حتى بدارجة الشارع العام العادي، ويتأففون عند التواصل مع من لا يتقن الفرنسية. بل إنهم، كما صرحت العديد من الأسماء ل”كش بريس” من عالم الفن والثقافة والإعلام، يرفضون التجاوب بغير اللغة الفرنسية.
هذا المطلب الوطني، صار غباء وسبة في حق من يدعو إليه كل سنة، ويفرض على كل من تسول له نفسه إعادة تدويره وإطلاقه على مرمى الإعلام ووسائله الحديثة، أن ينتظر صدودا قاسيا وهجوما لا حدود له، ممن يعتبرون أبواقا معلومة لمن يخط احتجاجه وهو شاهد على الضعة وسوء التقدير؟