تنظم دار الشعر بمراكش، يوم الجمعة 20 أكتوبر على الساعة السابعة مساء بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات، فقرة جديدة من برنامج “محاورات”، وهي تظاهرة شعرية ونقدية ومعرفية حرصت الدار أن تستقصي من خلالها قضايا وأسئلة تتعلق براهن الخطاب الشعري. وتخصص موضوعها، هذه المرة، لسؤال راهني يتعلق ب “وظيفة الشاعر في عالم اليوم..” في محاولة للاقتراب من أسئلة الشعراء على ضوء التحولات التي تقع في عالم اليوم.
وينفتح باب “محاورات” هذه المرة مع الشاعر والمبدع صلاح الوديع (مواليد 1952)، بعدما استضاف السنة الماضية الناقد والأكاديمي سعيد يقطين، شاعر يأتي من دار الشعر العامرة برموزها والدته الشاعرة ثريا السقاط ووالده الشاعر محمد الوديع الأسفي. وشكل ديوانه الأول، “جراح الصدر العاري” (1985)، إطلالته الشعرية الأولى والتي تواصلت مع إصدارات: لازال في القلب شيء يستحق الانتباه، قصيدة تازمامارت، لئلا تنثرها الريح،.. الى جانب روايته العريس ونصوص “إلهي أشكوهم إليك”.
محاورات محطة ثقافية أخرى ضمن استراتيجية الدار للمساءلة والتمحيص النقدي، حول الشاعر ومنجزه الشعري، وما يفتحه من أفق إبداعي. وهي محطة ستتواصل مستقبلا، بمزيد من الانفتاح والمقاربات، سعيا للإنصات البليغ لنبض النصوص ولجغرافيات شعرنا المعاصر اليوم وللاقتراب أكثر من نبض أسئلة النقد الشعري وقضاياه المحورية. كما يشهد اللقاء قراءات شعرية للشعراء: محمد عرش ورجاء الطالبي وإدريس علوش، في انفتاح بليغ على حوار أجيال شجرة الشعر المغربي الوارفة. الشاعرة والمترجمة رجاء الطالبي، والتي صدر لها العديد من الدواوين والترجمات: (عين هاجر، برد خفيف، عزلة السناجب، حياة أخرى، مكان ما في اللانهائي، فرصة أخرى على خد الخسارات، كتاب الخراب، صباح الخير أيها الحزن، أوراق أندروميدا”…) صوت شعري ينتمي لراهن القصيدة المغربية، ويفتح أفقها على مجازات الدهشة. أما الشاعر والناقد محمد عرش، والمزداد سنة 1950 بالدار البيضاء، فقد كرس مسيرته الإبداعية منذ سبعينيات القرن الماضي للقصيدة المغربية وأفقها، ليراكم من خلال إصداراته الشعرية: “أحوال الطقس الآتية”، “أنثى المسافات”، “مغارة هرقل”، “كأس ديك الجن” “مخبزة أونغاريتي”، “بنصف سماء”.. وكتبه النقدية: “شعرية القصيدة المغربية”، “بعيدا عن سماء مريم: مقاربة التجربة الشعرية لسعدي يوسف”، تجربة متفردة في جغرافية الشعر المغربي. ويقدم الشاعر إدريس علوش، مواليد مدينة أصيلة سنة 1964، شهادته حول وظيفة الشاعر في عالم اليوم. صاحب ديوان “الطفل البحري”، و “دفتر الموتى”، “مرثية حذاء”، “فارس الشهداء”، “قفازات بدائية”، “قميص الأشلاء”، “آل هؤلاء”، “زغب الأقحوان”، “يد الحكيم”، “دوارة اسطوانة”، “جهات العدم المشتهى”… ينتمي الى الجيل الجديد، الجيل الذي رسم أفق مغايرا للتجربة الشعرية المغربية الحديثة.