(كش بريس/خاص) ـ حققت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش (ENAM) التابعة لوزارة اعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إنجازا مميزا بفوزها بالجائزة الأولى في برنامج “رواد الأعمال المبتكرون” الذي أطلقته منظمة “إنكتس المغرب” والسفارة الفرنسية في المغرب. وقد كان هذا الفوز من نصيب مشروع “ReBloc” الذي أسسه يحيى قنسان، طالب الهندسة المعمارية السنة الخامسة بالمدرسة.
يمثل مشروع “ReBloc” نموذجا مبتكرا في مجال الهندسة المعمارية والاستدامة البيئية، حيث يهدف إلى إعادة استخدام مخلفات الملابس وتحويلها إلى وحدات بناء جديدة ومبتكرة. يأتي هذا الإنجاز كنتيجة لمشاركة يحيى و فريقه في مخيم تدريبي مكثف استمر لأكثر من ستة أشهر، حيث عملوا على تطوير المشروع وتحسينه تحت إشراف خبراء من مختلف المجالات.
أقيمت المنافسة النهائية للبرنامج، في 17 يوليو 2024 بفندق “موغادور سيتي سنتر” بالدارالبيضاء، وشهدت حضورا واسعا من أعضاء المجتمع الاقتصادي المغربي وممثلين عن السفارة الفرنسية. كان الحدث فرصة لعرض الابتكارات والمشاريع الناشئة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز ريادة الأعمال في المغرب.
وفي اليوم التالي، 18 يوليو 2024، تم الإعلان عن النتائج في إطار “مهرجان الابتكار المستدام” الذي نظمته “إنكتس المغرب” في نفس المكان. تضمن المهرجان فعاليات مختلفة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الابتكار المستدام وتشجيع الشباب على تبني أفكار ومشاريع تحقق التوازن بين التطور الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
وفي تعليق له على هذا الفوز، أعرب يحيى قنسان عن سعادته وفخره بهذا الإنجاز، مؤكدا على أهمية دعم الشباب وتوفير الفرص لهم لتطوير أفكارهم وتحقيق طموحاتهم. كما شكر المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش على الدعم والإشراف الذي قدمته له ولزملائه خلال مسيرتهم في المشروع.
يعكس هذا الفوز التزام المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش وهي بالمناسبة مؤسسة عمومية تعزيز الابتكار والريادة في صفوف طلابها، ويدل على نجاحها في توفير بيئة تعليمية محفزة تشجع على التفكير الخلاق والمستدام. ومن المتوقع أن يسهم هذا الإنجاز في تعزيز سمعة المدرسة كمركز للتميز في مجال الهندسة المعمارية والتنمية المستدامة في المغرب وخارجه.
وأضاف الدكتور عصام صبحي الاستاذ بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، والمشرف العام عن المشروع، أن مشروع “ReBloc” يعتبر من بين أهم مشاريع البحت العلمي التطبيقي في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، بحيت يعتبرخطوة هامة نحو تحقيق الاستدامة في البناء، خصوصا في المناطق ذات مناخ قاسي كمنطقة مراكش والمناطق الجنوبية التي تعاني من تأثير الاحتباس الحراري وإرتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مما يدفع الكثير من السكان الى إستعمال المكيفات في غياب أي مادة عازلة في الجدران والاسقف لتخفيف العبئ الحراري داخل المنازل لارتفاع تكلفتها. ولهذا يهدف المشروع إلى إعادة استخدام مخلفات وبقايا صناعة الملابس وتحويلها إلى وحدات بناء جديدة مبتكرة ومستدامة وإستعمالها كعازل منخفض التكلفة. هذه الوحدات تتميز بقدرتها على عزل الحرارة والصوت بشكل فعال، مما يوفر بيئة معيشية أكثر راحة للسكان.
وأضاف الاستاذ الباحث أن هذا المشروع يتماشى مع جميع الأنظمة المناخية خصوصا مع التغيرات التي تشهدها هذه الاخيرة، نهيك عن استعمالها في المناطق الجنوبية التي تشهد درجات حرارة مرتفعة في الصيف وبرودة شديدة في الشتاء، تبرز الحاجة إلى حلول بنائية مستدامة تساعد في تقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على بيئة داخلية معتدلة. بفضل خصائصها العازلة، تسهم لبنات “ReBloc” في تقليل الاعتماد على أنظمة التدفئة والتبريد، مما يقلل من التكاليف الطاقية ويحد من انبعاثات الكربون.
علاوة على ذلك، يوفر المشروع حلا عمليا ومستداما لمشكلة مخلفات مصانع النسيج بالاضافة للالبسة المستعملة، من خلال تحويلها إلى موارد مفيدة تعزز من جودة الحياة وتساهم في الحفاظ على البيئة. يمثل “ReBloc” نموذجا يحتذى به في كيفية دمج الابتكار الهندسي مع المبادرات البيئية لتحقيق التنمية المستدامة، مما يجعله مشروعا ذا أهمية كبيرة.ويطمح حاملي المشروع للحصول على براعة الاختراع العلمي للعمل على دمجه في السوق واستعماله رسميا في عملية البناء.