(موفدا كش بريس إلى المؤتمر: إلياس ومحمد مروان): انطلقت أشغال المؤتمر الجهوي في نسخته الثانية للنقابة الوطنية للتعليم ” فدش ” بجهة مراكش أسفي، المنعقد تحت شعار : ” نضال جهوي مستمر دفاعا عن القضايا العادلة للشغيلة التعليمية “، خلال يومي السبت والأحد 26 و27 فبراير 2022، حيث احتضنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قاعة الاجتماعات بإقامة المدرس بالحي المحمدي الدوديات بمراكش، عشية يوم أمس السبت، وقد حضرها عدد من فعاليات وإطارات هيئات نقابية للشغيلة التعليمية وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية وجمعيات نساء ورجال التعليم وممثلي مختلف المنابر الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة، حيث افتتح مسير الجلسة الأستاذ سفيان المديلي،عضو
المكتبين الإقليمي بمراكش والجهوي المنضويان تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، بكلمة ترحيبية بكل الحاضرين، مذكرا بأن هذه المحطة التنظيمية تأتي على بعد أيام من الذكرى السادسة والخمسين ( 56 ) لتأسيس النقابة الوطنية للتعليم، بتاريخ 20 فبراير سنة 1966، ذكرى يتم استحضارها اليوم بقيم الوفاء وبنفس تنبني على التأمل والتجديد واستشراف المستقبل من خلال هذا المسار التنظيمي الدائم والزخم النضالي والسجل الحافل الممتد المكتوب بعناوين التضحيات الجسام والكفاح المرير الذي دشنه جيل الرواد، جيل المؤسسين الرعيل الأول بُنات النقابة الوطنية للتعليم مؤسسوها في زمن لم يكن بالسهل أبدا، الزمن الحارق الملتهب، الذي حولته الإرادة الصلبة القوية إلى زمن تحقيق المطامح والإرادات عبر كل هذه الحقبة الزمنية إلى أن وصلت الطبقة العاملة اليوم إلى زمن تحقيق ما جاءت به مضامين البرنامج التنموي الجديد.
عقبه أخذ الكلمة الأستاذ سعيد العطشان، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ” فدش ” بجهة مراكش أسفي، شاكرا بدوره الحضور على تلبيتهم الدعوة، حيث استطرد قائلا أنها نقابة حداثية ديمقراطية مستقلة جماهيرية تقدمية، بتاريخ نضالها المجيد المليء بالمحطات النضالية المشرقة من أجل الحقوق العادلة للشغيلة التعليمية، ومن أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والمستقبل الواعد بالآمال والأخبار البناءة والمقترحات العملية القادرة على إعادة الوهج والأمل لمدرستنا العمومية ولأبناء هذا الوطن وللشغيلة التعليمية، وأشار العطشان أن انطلاق أشغال عقد هذا المؤتمر تتزامن مع الذكرى الغالية لتأسيس النقابة الوطنية للتعليم ، ذكرى الخروج من شرنقة البيروقراطية النقابية، مما يجعل الجميع يقفون بعض اللحظات لاستحضار تاريخ منظمتهم النقابية المناضلة، لما حققته من انجازات وتراكم نضالي وما قدمته من اقتراحات للنهوض بالمنظومة التربوية والدفاع عن المدرسة العمومية، ومن تضحيات جسام لمناضلات ومناضلين في سبيل تحقيق هذه المنجزات، ليختم مداخلته بأن نساء ورجال التعليم يستحقون التكريم والتنويه بمجهوداتهم الجبارة، ولعل أول تكريم هو منحهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، وإعادة الاعتبار لهم وحمايتهم والرفع دائما من شأنهم. وتناول الكلمة بعده الأستاذ حسن حمدان، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم ” فدش “، معبرا في مداخلته عن شكره
بالنيابة عن القيادة الوطنية لمنظمتهم النقابية إلى كل النقابات الصديقة والأحزاب السياسية وكل الجمعيات الداعمة وجميع الفعاليات الحاضرة في هذه الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الجهوي، وأردف قائلا مما لاشك فيه أن اختيار شعاره سيجسد استمرارية النضال، حيث أن النقابة الوطنية للتعليم ظلت تجسد هذا الشعار منذ تأسيسها إلى الآن طيلة مدة ستة وخمسين سنة، وتنظيم هذا المؤتمر الإقليم في هذا الوقت بالذات، هو تتويج لمجهود تنظيمي كبير جدا، ولعل تجسيد هذا الشعار هو دليل سيغني النقاش الذي سيكون خلال جلسات وورشات المؤتمر، مما سيجعله يتوج بنجاح جميع أشغاله، ولعل في تجديد وضخ دماء جديدة في هذا الجهاز الجهوي سيضمن الاستمرارية التي رفعها هذا الشعار. وفي كلمة مقتضبة ألقاها الأستاذ كمال منصف، ممثل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة
مراكش، فقد أكد فيها على دور الشراكة والعلاقات المؤسساتية بين الأكاديمية والفرقاء الاجتماعيين، حيث جمع بينهم في هذا الإطار عدد من الجلسات واللقاءات والاجتماعات المستفيضة بمنطق اليد الممدودة والشراكة المنتجة والبناء، والأكيد أن العديد من الإجراءات التي اتخذت والتي دخلت حيز التطبيق، حيث ترجمت إلى صيغ عملية، كانت من مقترحات الفرقاء النقابيين الذين من ضمنهم النقابة الوطنية للتعليم ” فدش “. و باسم التنظيمات النقابية الحاضرة في هذه الجلسة الافتتاحية، نيابة عن كل من النقابة الوطنية للتعليم ” كدش “، الجامعة الوطنية للتعليم للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والجامعة الوطنية للتعليم الاتحاد المغربي للشغل، ألقى كلمة الأستاذ محمد يومو، عضو المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ” كدش “، معربا خلالها عن مؤازرة التنظيمات النقابية المذكورة
للنقابة الوطنية للتعليم ” فدش ” في مؤتمرها الجهوي الثاني بجهة مراكش أسفي، مؤكدا على غرار ما جاء في كلمة الأستاذ سعيد العطشان، أن العمل النقابي ما يزال يواجه تحديات أكبر وأعظم كل الشريحة التعليمية تعرفها، لذلك لابد للفرقاء النقابيين من التنسيق، كما ذكر بأن هناك تنسيق مشرق بين هؤلاء الفرقاء، الشيء الذي يشهد به للتاريخ أرشيف هذا التنسيق إقليميا وجهويا ووطنيا، الذيي شارك فيه مناضلاته ومناضلوه من نساء ورجال التعليم في خوض محطات مظلمة بكفاح وبنضال مستميت، حيث تجمع بين إطاراتها نفس المرجعية الفلسفية والإيديولوجية والتاريخية، وتزخر مقراتها بأيقونات ضحت بدمائها من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والطبقة العاملة وجميع شرائح وفئات الشعب المغربي.
واختتمت هذه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ” فدش ” بجهة مراكش، بتكريم والاحتفاء بأيقونة النضال النقابي الإقليمي والجهوي والوطني، تحت تصفيقات الحاضرين ووقفة إجلال وترديدهم لنشيد المنظمة النقابية للفيدرالية الديمقراطية للشغل، تقديرا واحتراما لهذا الرجل المناضل الصلد، الأستاذ محمد أيت واكروش، العضو في هذه المنظمة سابقا بالمكتب الوطني والكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ” فدش “، وعضو المجلس الوطني للفدرالية الديمقراطية للشغل، الذي تحمل عدة مسؤوليات انطلاقا من إيمانه الراسخ بمواصلة النضال من أجل تحقيق ما أسس من أجله نقابة نساء ورجال التعليم، حيث قال كلمة بالمناسبة شاكرا الجميع على تخصيص هذه اللحظة لتكريمه، مستحضرا جميع الأخوات والإخوة اللواتي والذين جمعه معهم درب النضال لعقود من الزمن، مؤكدا على أنه سيمشي منتصب القامة يمشي كما اعتاد في حياته نحو أفق مشترك وأهداف مشتركة من أجل المساهمة في بناء وطن ننعم فيه جميعا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وطن ديمقراطي يسع جميع المغارة إناثا وذكورا، وأن مشاركته في العمل النقابي النبيل رفقة شريفات وشرفاء نساء ورجال التعليم يعتبره أكبر وشاح فخر واعتزاز يظل موضوعا فوق صدره طول حياته، ما دمنا جميعا نؤدي رسالتنا على أحسن وجه، ونمهد الطريق للأجيال النقابية القادمة، وعلى ذكر الواقع النقابي فإنه اليوم وضعه جد مقلق يثير أكثر من سؤال عميق، حول قطاعات النقابات كلها التي لا يجب أن تتلاها بالنتائج التمثيلية داخل المؤسسات، كأنها كعكة تشغلها عن الأهداف الرئيسية التي تأسست من أجلها هذه التنظيمات النقابية، علما أن النقابي كان دائما مدافعا للمعوزين
والمستضعفين والمظلومين، والحاضر دائما في المظاهرات والاحتجاجات والملتقيات والندوات و في التنظيمات السياسية والحقوقية والتربوية والنسائية، ولذلك كان دائما مستهدفا ومخاطبا من طرف الدولة والمؤسسات العمومية، واليوم والمناسبة هذه والأخوات والإخوة يحتفون به، الشيء الذي دفع به إلى أن يختم كلمته بهذين البيتين الشعريين :
– 1 – ورفيق رافقته في طريق…..صار بعد الطريق رفيق ( الشاعر : البحتري )
– 2 – وما حب الديار شغفن قلبي ….. ولكن حب من سكن الديارا ( الشاعر : قيس )
وهكذا أسدل ستار نهاية أشغال هذه الجلسة الافتتاحية بتشنيف أسماع الحاضرين بأغاني ملتزمة للفنان اللبناني مرسيل خليفة، والمجموعة المغربية الغيوانية التي قام بأدائها الأستاذ عز الدين الدياني، للتربية الموسيقية بمؤسسة التفتح الفني والأدبي بمراكش، وقد رافقه بالصدفة كورال مكون من أغلب مستمعيه من حاضرات وحاضري أشغال هذا المؤتمر، حيث اهتزت ترنما بموسيقى وطرب من طراز رفيع أركان فضاء قاعة الاجتماعات بإقامة المدرس بمدينة مراكش.