قال رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب، الدكتور فؤاد بوعلي، إن “ما يحدث في الجامعة المغربية هذه الأيام يمثل فرصة هامة وحتى لا نقول نادرة للحركة الاجتماعية المناهضة للتطبيع من كل الأطياف الإيديولوجية … وأضاف في تدوينة له على صفحته الرسمية، أن “تحركات الطلبة والأساتذة أبانت عن رفض واسع لكل التحركات المرتمية في أحضان الكيان الغاصب خاصة في جانبها الأكاديمي والعلمي، وما يحدث في الجامعات الغربية بدأ يجد صداه في الجامعات المغربية وحتى العربية… “.
وحسب الأكاديمي بوعلي، فإن احتضان التفاعل الجامعي مع الأحداث ينبغي أن يؤطر بنواظم أساسية أدرجها في:
ـــ الغاية هي مواجهة مسار الارتماء في أحضان المحتل، لأن هناك فرقا بين التطبيع السياسي والخنوع التام … وهذا يفترض خلق جبهة اجتماعية قوية تراهن على ديمومة المقاومة واستمراريتها، فالأهم هو تقوية الممانعة الشعبية… بمعنى آخر أن نهاية التطبيع ليست غدا لارتباط ذلك بموازين القوى وقدرة الفاعل السياسي الوطني على الاختيار
ـــ عدم شخصنة المواجهة خاصة عندما نربط المسار بأكمله بأشخاص في مربع القرار السياسي، فالقضية ليست أشخاصا بل هي مسار اختارته الدولة ووظفت فيه اليوم بعض الوجوه وربما غدا سنجد وجوها أخرى، فلا داعي لوسم الأحداث بشخوص معينة ولفظها نحو معاداة كل ما هو وطني
ــ التفكير بمنطق المشترك أكثر من منطق الصراع واستعداء الآخرين، فبعض المسؤولين أو الشخصيات التي تبدو لنا متماهية مع مسار التطبيع، أو حتى التي ساهمت فيه، هي ليست كذلك، لذا فالأفضل التركيز على القضية أكثر من الأشخاص. والإصرار على النعوت القدحية والصراعية يكثر من الخصوم أكثر مما يقوي المواجهة
ــ التمييز الدائم والضروري بين ضرورات الدولة وخيارات الشعوب، فإن كانت الدولة وفق قراءتها الخاصة قد اختارت مسار التطبيع السياسي، لتوازنات نعلم بعضها ويخفى عنا أكثرها، فوظيفة جبهة الممانعة هي تقوية حائط الرفض، ولنا في تجارب دول سبقتنا إلى المسار نفسه خير الأمثلة
وخلص بوعلي، إلى ضرورة “تقوية المسار الأكاديمي” ك “جزء من رفض مجتمعي باد للعيان وإن خفت صوته لاعتبارات استراتيجية أو تقديرا لظروف المنطقة”.