(كش بريس/ محمد مروان): أحيانا يبقى المرء مشدوها أمام أمور أشد غرابة في بلد إسلامي، تعتبر فيه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أغنى الوزارات بالمغرب، حين طغى على وظيفتها الدينية بشكل ملحوظ اهتمامها الكبير بالشؤون العقارية، حيث أنها منذ السبعينات أصبحت من المنافسين العقاريين لمؤسسة التجهيز والبناء ” ليراك ” في ذاك الوقت، شركة ” العمران ” حاليا في هذا الزمن، فقامت ببناء مركبات وإقامات سكنية وتجارية ..، وانصب جل انشغالها على تحصيل عائدات آلاف الهكتارات لملايين الأراضي التي حبسها أجدادنا لصالح المكفوفين الفقراء، والمعوزين ودور الأيتام والمعاقين والمرافق التعليمية الفقهية والدينية، منها المساجد التي تراجعت بناءاتها تراجعا كبيرا خاصة بالتجزئات المحدثة خارج أسوار المدينة العتيقة لمراكش، بل لم تقف الأمور عند هذا الحد بل حتى المساجد أو الجوامع التي يقوم ببنائها وتفويتها بعض المحسنين إلى مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة مراكش، تبقى دائما صيانتها وعمليات القيام بتجهيزاتها على عاتق المحسنين، وهذا هو الواقع المعاش للأسف الشديد على سبيل المثال لا الحصر بمسجد ” معاذ بن جبل ” بمدينة تامنصورت التابعة إلى عمالة مراكش، حيث أن هذا المسجد وكأنه ليس ضمن خارطة هذه المندوبية الجهوية، فقد تسلمته من الشركة العقارية ” السكانية ” البانية لهذا المرفق الديني بتامنصورت، يوم 26 يوليوز 2018، حيث تبلغ مساحته 328,60 متر مربع، بقاعة للصلاة خاصة بالرجال بالطابق الأرضي، وأخرى للنساء بالطابق الأول مفروشتان معا بزرابي ( رومية )، وبيت للإمام وبيت خزين تحت الدرج، وصومعة يبلغ علوها 24 متر تقريبا، حيث تحيط بهذا المسجد أربع محلات تجارية فارغة، وسكن للإمام وآخر للمؤذن، وثلاث مراحيض للرجال ومثل عدد هذه المرافق الصحية خاصة بالنساء، إلا أن الغريب في الأمر أن جميع هذه المرافق بقيت إلى يومنا هذا بدون عدادات كهرباء ولا ماء انطلاقا من سنة 2018، بل قبل هذه السنة بثلاث سنوات، عندما لم تؤد الشركة البانية واجب استهلاك المادتين الحيويتين إلى المكتب الوطني للماء والكهرباء سنة 2015، ولولا أحد المحسنين الذي جاد بلوحة طاقة شمسية صغيرة خاصة بمكبر الصوت بصومعة المسجد لما سمع الأذان في وقته، حيث أسندت مهمة الأذان أيضا إلى إمامه، بعدما أضحى هذا المرفق الديني يفتقر إلى مؤذن قار يقوم بهذه المهمة عقب إعفاء المؤذن السابق ما يزيد عن أربع سنوات، وحسب تصريحات عدد من المصلين إلى جريدة ” كش بريس “، فقد لاحظوا طول هذه المدة أن هناك خلل في مكونات المنظومة الدينية المتتبعة والمراقبة لما يجري في بيوت الله، الشيء الذي نتج عنه عطل كبير في تتبع ومراقبة ما يجري في هذا المسجد على سبيل المثال، إذ حتى دكاكينه هي الأخرى على طول مدة هذه السنين لم تعرض للسمسرة من أجل كرائها، مما جعل منها نقطة سوداء لرمي الأزبال والقاذورات ومكانا لتغوط وبول المتشردين والسكارى..، بدل أن تعمل المندوبية الجهوية على استغلال عائداتها في تغطية تكاليف جميع مصاريف هذا المسجد سعيا وراء جعله في أبهى حلة وأرقى مكان كما يحب الباري تعالى ويرضاه لبيوت الله.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضا
Close