‏آخر المستجداتبقية العالم

ترامب يهلوس: سنسيطر على غزة ونحولها إلى “ريفيرا” الشرق الأوسط

(كش بريس/ وكالات) ـ جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، دعمه لمخطط تهجير فلسطينيي قطاع غزة بشكل “دائم” إلى دول أخرى.

جاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، قبيل انطلاق محادثات ثنائية بينهما، وفق وكالة “أسوشيتيدبرس” الأمريكية.

وقال ترامب: “لا أعتقد أن الناس يجب أن يعودوا (إلى غزة). لا يمكنك العيش في غزة الآن. أعتقد أننا بحاجة إلى موقع آخر. أعتقد أنه ينبغي أن يكون موقعا يجعل الناس سعداء”.

وأضاف: “عندما تنظر إلى العقود الماضية، فإن كل ما تراه في غزة هو الموت. لقد كان هذا يحدث منذ سنوات”.

وتابع مروجا لمخططه: “ماذا لو استطعنا إيجاد منطقة جميلة لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل جيدة، حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء، ولا يتعرضون لإطلاق النار أو القتل مثلما يحدث في غزة”.

وأشار ترامب إلى أن مصر والأردن أبلغا واشنطن بعدم استعدادهما لاستقبال سكان من غزة، لكنه ادعى أن هناك دولا أخرى أعربت عن استعدادها لاستقبالهم.

وقال في هذا السياق: “العديد من قادة البلدان تواصلوا معنا وأبدوا رغبتهم في إيواء سكان من غزة”.

ومنذ 25 يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

من جانبه، قال نتنياهو: “سنحاول مواصلة المرحلة الثانية من الاتفاق (اتفاق وقف إطلاق النار في غزة)، وهذا أحد المواضيع التي سنتحدث عنها مع الرئيس الأمريكي”.

وأضاف: “عندما تعمل إسرائيل والولايات المتحدة معا، تزداد الفرص، وعندما لا يحدث ذلك تنشأ المشاكل”، وفق ما نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة.

ورغم المؤشرات على صمود حركة “حماس” في غزة بعد حرب إبادة إسرائيلية تواصلت لنحو 16 شهرا، جدد نتنياهو التهديد بعدم التنازل عن أهداف هذه الحرب، مشددا على أن “حماس لا يمكن أن تبقى في غزة”.

وأضاف: “نسعى لتدمير القدرات السلطوية والعسكرية لحماس وضمان أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل”.

واستدرك: “أعتقد أن الرئيس (ترامب) قادر على مساعدتنا في تحقيق هذه الأهداف”.

واختتم نتنياهو بالتعبير عن شكره لترامب على جهوده في إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حماس، قائلا: “الرئيس ترامب يستحق الثناء على هذا الجهد. لقد ساعدنا كثيرا”.

من المتوقع أن يبحث ترامب ونتنياهو خلال اللقاء الثنائي عدة قضايا أبرزها المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، واليوم التالي للحرب في القطاع.

وهذه هي أول زيارة خارجية لنتنياهو بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، من المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بتهمة “ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وقبل الاجتماع مباشرة، قال الرئيس الأميركي الذي تحدث عن “تنظيف” القطاع الفلسطيني الذي دمرته خمسة عشر شهرا من الحرب، إن أهالي غزة “سيودون بشدة” العيش في مكان آخر إذا أتيحت لهم الفرصة، معتبرا مجددا أن القطاع صار “موقع هدم”.

وأضاف عندما سأله صحافي من وكالة فرانس برس عما إذا كانت مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تهجير الفلسطينيين قسرا: “ليس لديهم بديل الآن”.

ردا على ذلك، قال القيادي في الحركة سامي أبو زهري في بيان “نرفض تصريحات ترامب التي قال فيها إن لا بديل أمام سكان قطاع غزة إلا مغادرته، ونعتبرها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة”.

بعد الإشادة بدوره في الاتفاق، يتعين على دونالد ترامب أن يضغط على حليفه لاحترام وقف إطلاق النار الساري منذ 19 كانون الثاني/يناير في مرحلته الأولى ومدتها ستة أسابيع، لكن تفاصيل المرحلتين التاليتين لا تزالان برسم التفاوض.

وأعلنت حماس أن “اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، ونحن معنيون ومهتمون في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار لشعبنا في قطاع غزة”.

وأعلنت إسرائيل في وقت سابق أنها سترسل “نهاية الأسبوع” وفدا إلى قطر، إحدى الدول الثلاث الوسيطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، لبحث استمرار التهدئة.

لكن الرئيس الأميركي قال الاثنين إنه “ليس لديه أي ضمان” باستمرار وقف إطلاق النار.

وأثار دونالد ترامب مؤخرا تنديدا دوليا عندما اقترح “تنظيف” قطاع غزة ونقل سكانه إلى أماكن “أكثر أمانا” مثل مصر أو الأردن. وقد عارضت الدولتان الخطة.

واعتبر مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أنّه “من السخيف” الاعتقاد بأنّ قطاع غزة يمكن أن يعود صالحا للسكن بالنسبة للفلسطينيين في غضون خمس سنوات، في تصريح يثير الشكوك حول جدوى المرحلة الثالثة من اتفاق التهدئة المتعلقة بإعادة إعمار غزة خلال خمس سنوات.

– “شعب متجذر بأرضه” –

قال ويتكوف أنه “عندما يتحدث الرئيس عن (تنظيفه) فهو يتحدث عن جعله صالحا للسكن”، مضيفا “ليس عادلا أن نقول للفلسطينيين إنّهم قد يعودون في غضون خمس سنوات. هذا أمر سخيف”.

وتابع المبعوث الأميركي “المرحلة الثالثة، إعادة الإعمار، لا يمكن أن تحصل كما نص الاتفاق، أي بحسب برنامج مدته خمسة أعوام. هذا مستحيل عملانيا”.

وأوضح ويتكوف أنه سيلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في فلوريدا الخميس.

في قطاع غزة، استغل العديد من الفلسطينيين النازحين بسبب الحرب الهدنة للعودة إلى مناطقهم، عازمين على إعادة إعمارها. وقد عاد بالفعل أكثر من نصف مليون منهم إلى شمال القطاع الذي دمرت الحرب أقساما واسعة منه.

وقال حاتم عزام أحد سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة “يجب أن يفهم ترامب ونتنياهو حقيقة شعب فلسطين وشعب غزة، الشعب متجذر بأرضه، لن نرحل ولن نهاجر تحت أيّ مسميات وخدع كاذبة”.

بدوره، قال القيادي في حماس عزت الرشق في بيان “شعبنا في غزة، أفشل خطط التهجير والترحيل تحت القصف على مدار أكثر من خمسة عشر شهرا، وهو مغروس في أرضه، ولن يقبل بأي مخططات تهدف إلى اقتلاعه من جذوره”.

نتانياهو هو أول زعيم أجنبي تتم دعوته إلى البيت الأبيض منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة في 20 يناير، وهو رمز للتحالف المتين بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وإضافة إلى ملف غزة، من المتوقع أن يناقش الرئيس الأميركي مع ضيفه قضية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية التي سبق أن عمل عليها خلال ولايته الأولى، فضلا عن التهديد الإيراني.

– “ضغوط قصوى” –

وقد تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء استئناف سياسة “الضغوط القصوى” على إيران، واستهداف برنامجها النووي خصوصا.

أسفرت المرحلة الأولى من الهدنة حتى الآن عن إطلاق سراح 18 رهينة من غزة ونحو 600 معتقل فلسطيني لدى إسرائيل، فضلا عن تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن آخر الرهائن الأحياء من غزة وإنهاء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023.

في المجمل، احتجز 251 شخصا رهائن في هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1210 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل 47487 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button