(كش بريس/ محمد مـروان) ـ أفادت عدة مصادر بأن الشركة التي رست عليها صفقة بناء مدينة المهن بتامنصورت، قد أعلنت إفلاسها منذ شهر رمضان من السنة الماضية، ما جعلها توقف جميع أشغال إنجاز هذا المشروع الملكي، حيث قامت بتسريح العشرات من العمال، نتيجة الصعوبات المالية الناجمة عن ارتفاع الأسعار ونذرة المواد الأولية، مما اضطرها وفق ذات المصادر إلى طلب فسخ عقدة المشروع طبقا للمنصوص في المنشور رقم 09/2022 الصادر في هذا الشأن من طرف السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة.
ووفق ما صرح به لـ “كش بريس” العديد من سكان تامنصورت، فإن وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات ظلت مجهوداتها للأسف الشديد متتاقلة، إن لم تكن منعدمة في تنفيذ مسطرة فسخ العقدة وإطلاق طلبات العروض، ما سيتسبب لا محالة في الحكم على هذا المشروع بأن لا يرى النور على أرض الواقع عما قريب، الشيء الذي سينتج عنه حرمان الجيل الجديد من الشباب بجهة مراكش آسفي من الاستفادة من برنامج خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني التي تم تقديمها أمام جلالة الملك محمد السادس، بتاريخ 04 أبريل سنة 2019، حيث أنه في ظل هذه الأزمة لم تتمكن الوزارة الوصية إلا من إنجاز سوى ثلاث ( 03 ) مدن للمهن والكفاءات من ضمن إثنى عشرة ( 12 ) مقررة بجهات التراب الوطني، حيث تم انطلاق التكوين بكل من مدينة المهن والكفاءات بجهة سوس ماسة، يوم 04 أكتوبر، وأخرى بجهة الشرق يوم 24 أكتوبر، والثالثة بجهة العيون الساقية الحمراء، يوم 07 نونبر كلهم خلال السنة الفارطة.
لكن جهة مراكش آسفي والحظ العاثر الذي ما فتئ يلاحق شباب وبصفة عامة جميع الفئات العمرية دون استثناء في جميع المجالات سكان تامنصورت ، ما إن قطع مشروع بناء مدينة المهن والكفاءات شوطا مهما من إظهاره على أرض الوجود بهذه المدينة حتى توقفت الأشغال السنة المنصرمة، و كما قال أحد الظرفاء : ” بحال لدار شي واحد لهاد الشركة التهجيج “، وقد رحل على حين غرة جميع مسؤوليها وعمال الشركة، تاركين وراءهم مئات الأعمدة قائمة وألواح خشبية تقي البنيات الجديدة من السقوط، حيث تحف بمساحة المشروع الذي يبلغ ست ( 06 ) هكتارات شبابيك من حديد ثبتت فوقها صفائح من مادة الزنك ولوحات إشهارية.
وحسب ما أدلى به عدد من السكان لـ “كش بريس” فقد أصبحت كل هذه الأشياء مستهدفة من طرف اللصوص، حيث صاروا خلال الأيام الأخيرة يقومون بانتزاعها من أماكنها ويبيعونها إلى صاحب ( لافيراي ) أو إلى ( مول الخردة )، أما العشرات من ( البراكات ) المتواجدة بين بنايات هذا المشروع، فقد صارت ملاذا لكل المتعاطين لمختلف أنواع الموبقات وقطاع الطرق والفارين من العدالة..، مما أضحى مصدر رعب وإزعاج وقلق كبير لدى كل سكان الحي، خوفا على أرواحهم وفلذات أكبادهم من أفراد عصابات إجرامية.
هذا وتحولت مدينة المهن إلى مدينة المحن، في غياب تام لمن هم مسؤولون على إسماع الجهات المعنية كل أصوات ونداءات استغاثات المواطنين بمدينة تامنصورت، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، أعضاء المجلس المسير للجماعة الترابية حربيل مراكش، هؤلاء الذين ظل جل اهتمامهم منصب بشكل لافت على إبرام صفقات أضحت خلال الآونة الأخيرة تطرح حولها الكثير من علامات استفهام، دون أن يكلف أعضاء فريق الأغلبية المسير لجماعة حربيل عناء البحث والعمل على مطالبة الجهات المسؤولة بإخراج هذا المشروع الملكي الهام مدينة المهن والكفاءات وإظهاره على أرض الواقع بمدينة تامنصورت.