ـ كتب: ذ هشام حادف* ـ
يتفق كل المهتمين بالشأن الاجتماعي وخبراء التنمية أنها تعني الارتقاء بالوضع البشري من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى وتقصد إلى الاهتمام بالشأن الانساني وتجويد حياته وذلك عبر مراعاة ثلاث مسائل مفصلية :
الأولى: تنمية القدرات التعليمية وتعزيز الكفايات المعرفية .
الثانية : تطوير الخدمات الصحية وتيسير سبل الاستفادة منها
الثالثة: توفير فرص الشغل والاسهام في تحسين الوضعية المادية للفرد .
ووفقا لذلك فمؤشر الارتقاء مرتبط بحضور تلك المسائل مجتمعة دون فصل بينها في النظر والتنزيل على أرض الواقع ،واقع السكن والسكان ذلك ما تتوق اليه كل الجماعات الترابية بالمغرب الحبيب .وإذا ما تم النظر الى الجماعة القروية تسلطانت والتي تصنف من أغنى الجماعات وتم عرض واقعها على المؤشرات التنموية السابقة يتم تسجيل مجموعة من الملاحظات واكتشاف مجموعة من المفارقات واقتراح مجموعة من المقترحات
فعلى مستوى واقع التعليم بجماعة تسلطانت فقد تحققت أمور كثيرة لم تكن من قبل حيث تم إحداث وبناء مجموعة من الحجرات و الوحدات الدراسية للتعليم الاولي والتعليم الابتدائي إضافة إلى بناء ثلاث إعداديات بطاقة استيعابية كبيرة مما قلص من نسبة الهدر المدرسي ووفر على المتعلمين وأوليائهم الكثير وخلصهم من مشاكل عويصة خاصة على مستوى السلك الاعدادي أما السلك الثانوي فلم تحظ جماعة تسلطانت المترامية الاطراف إلا بثانوية تأهيلية وحيدة لا تتجاوز عدد حجراتها 16 قاعة لما يقارب 2000 تلميذ وهو أمر مقلق إذ يتم إلحاق أكثر من 10 أقسام بإعدادية الگواسم وهو كذلك أمر يحرم المتعلمين من إمكانية توسيع العرض التربوي وإمكانية اختيار شعب أخرى كالاقتصاد والمحاسبة و…
وفي سياق التعليم والمعرفة فلا وجود لمراكز التكوين المهني التأهيلي أو التقني بجماعة تسلطانت اللهم إلا بعض مراكز التكوين بالتدرج في الحلاقة والخياطة والصناعة الجلدية .إذ يجد أغلب التلاميذ انفسهم مضطرين الى متابعة الدارسة خارج الجماعة مصطدمين بالواقع المزري للنقل حيث لم تحظ الجماعة بخط قار للنقل العمومي ولا توجد بها محطة لسيارات الاجرة كباقي الجماعات .
وعلى مستوى الخدمات الصحية العمومية فجماعة تسلطانت رغم شساعتها ورغم آرتفاع نسمة سكانها لم تحظ إلا بمركزين صحيين يعانيان قلة وعدم استقرار الأطر الطبية وكذا الاطر التمريضية .وتجدر الاشارة الى أن المركزيين الصحيين لا يكفي واحد منهما دوارا واحدا بحجم دوار زمران بله جماعة تحتضن فنادق مصنفة ودور ضيافة من المستوى العالي، نعم هناك عدد مهم من سيارات الاسعاف الجماعاتية التي قدمت وتقدم الكثير للساكنة لكن تبقى الجماعة في حاجة ملحة لمركز للوقاية المدنية.
وبخصوص توفير فرص الشغل وتحسين الوضعية المادية للفرد فهناك فئة كبيرة تعتمد النشاط الفلاحي لتوفير القوت اليومي وفئة تمتهن البناء لأن الجماعة تشهد مؤخرا اسقطابا سكانيا كبيرا حيث الزحف العمراني خاصة على مستوى السكن المتميز (ڤيلات فاخرة) . ونسجل في هذه النقطة شبه غياب للمعامل والشركات والمقاولات القارة بالمنطقة والتي توفر فرصا للشغل وتحسن الوضع المادي للفرد كما نلاحظ غياب مراكز تجارية وأسواق نموذجية بمختلف التجزئات السكنية التي تضمها الجماعة ..
تبقى جماعة تسلطانت من الجماعات الكبيرة والتي تحظى بموقع استراتيجي مهم في حاجة إلى تأهيلها بما يليق بموقعها الجغرافي و تزويدها بالضروريات فمن غير المعقول أن يغيب مكتب البريد وفروع الابناك ودار الشباب ودار الولادة والمسبح الجماعي عن الجماعة.
*فاعل جمعوي