قالت رحمة بورقية، رئيسة الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتعليم بالمملكة، أن الإنتاج العلمي في بلادنا لا يزال ضعيفا رغم التطور الطفيف في بعض التخصصات، معربة عن أسفها لغياب تعبئة الطاقات البشرية في الإنتاج العلمي بالمملكة.
وأبرزت المسؤولة خلال ندوة افتراضية تتعلق بـ”التحليل التقييمي حول البحث العلمي والتكنولوجي”، أن “بعض المؤسسات، مثل المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، الذي يقوم بمهام أخرى خارج اختصاصاته مثل تدبير برنامج التمويل، ووحدات البحث وتعاضد البحوث العلمية والإعلام، لم تكن ضمن اختصاصاته في السابق”.
وكشفت بورقية، في ذات السياق، أن أنشطة البحث العلمي في المملكة تعاني من تعقيد المساطر الإدارية، ومشاكل في العلاقات بين الشعب وغياب برامج البحث داخل بعض المختبرات، وأن غياب التربية على البحث والثقافة العلمية في التعليم الأولي، مما يتطلب إدراج روح البحث منذ سن مبكرة، من خلال جعل التلاميذ يشتغلون على المشاريع.
ووفق تقرير للمجلس الأعلى للتعليم، فإن الإنتاج العلمي بالجامعة المغربية ضعيف، حيث لا يتعدى نصف مقال لكل أستاذ سنويا، ما يعني وجود عدد كبير من الأساتذة لا ينشرون شيئا بالمرة، وهناك أيضا إشكال ضعف الإنتاج لدى الأستاذات، 23 في المائة ينشطن في مجال النشر، وأغلبهن في المجال الطبي، بينما إنتاجهن ضعيف في العلوم الإنسانية.
وأضافت الوثيقة نفسها، أن ضعف البحث العلمي يظهر بشكل واضح من خلال عدد إيداعات البراءات بالمملكة، حيث أن الأصول الأجنبية بلغت 2323 إيداعا في سنة 2018، مقابل 186 إيداعا للمغاربة، وأن إشكالية التمويل تتطلب تطوير القدرة الابتكارية المغربية وزيادة وعقلنة التمويلات المرتبطة بالبحوث، والاستفادة من التجارب الدولية.
أما بخصوص الرأسمال البشري للبحث العلمي في الجامعة المغربية، فأورد التقرير أن 60 في المائة من الأساتذة الباحثين يصل عمرهم إلى 50 سنة، بينما يتراوح عمر 28 في المائة منهم ما بين 40 و49 عاما، مشيرا إلى أن نسبة الإناث الباحثات والأستاذات في الجامعة المغربية، لا تتعدى 26 في المائة مقابل 76 في المائة من الذكور سنة 2018.وكشف التقرير عن ضعف الإنتاج العلمي في صفوف طلبة الدكتوراه، حيث أن نسبة أطروحات الدكتوراه التي تتم مناقشتها مقارنة مع عدد الطلبة الباحثين، ضعيفة جدا، إذ لم تتجاوز نسبة 5.7 في المائة سنة 2017.