(كش بريس/التحرير) ـ أكد تقرير لمجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول السياسة اللغوية بالمغرب بمجلس المستشارين، على أن اللغة العربية الفصحى ستشهد تحولا ملحوظا نتيجة سياسة التحرر الاقتصادي التي انتهجها المغرب، والتي تزامنت مع ظهور القنوات التلفزيونية العربية الفضائية، وانتشار القنوات الإذاعية الخاصة الوطنية والجهوية، بالإضافة إلى ظهور الإنترنت ووسائل الاعلام الإلكترونية.
وقال التقرير الذي اطلعت (كش بريس) عليه، إن الدارجة المغربية مهيمنة على الإعلام العمومي، مقابل تهميش اللغة العربية الفصحى، مع حضور باهت للأمازيغية وغياب للهجة الحسانية مقارنة باللغة الفرنسية.
واعترف التقرير ب “الفشل في نشر اللغة العربية الفصحى، خصوصا على المستوى الإعلامي، مسجلا أن نسبة الدارجة المغربية بلغت 80 بالمئة من مجموع الحصة الزمنية للغات والتعابير الموظفة، بفارق كبير عن اللغة العربية التي تشكل نسبة 13.2 بالمئة، مقابل أقل من 2 بالمئة للغة الأمازيغية وغياب اللسان الحساني مقابل حضول اللغة الفرنسية بنسبة 5,5 بالمئة.
وأوضحت الوثيقة، في السياق نفسه، أنه في قناة “تمازيغت”، جاءت اللغة الأمازيغية في المرتبة الأولى بنسبة 94 بالمئة، مقابل 5 بالمئة للغة العربية، وأقل من 1 بالمئة للدارجة المغربية، مع تسجيل غياب اللسان الحساني واللغات الأجنبية. في حين جاءت اللغة العربية واللسان الحساني، في قناة “العيون الجهوية”، متقاربة من حيث الحجم الزمني مع أفضلية للغة العربية، مقابل غياب باقي اللغات والتعابير الأخرى.بالمقابل، جاءت اللغة العربية والدارجة متقاربة من حيث الحجم الزمني، مع أفضلية للغة العربية، مقابل غياب باقي اللغات والتعابير الأخرى.
وأبرزت البيانات، أن هذه الممارسات اللغوية الجديدة في المجال الاعلامي، ارتبطت بالانتشار الواسع للبرامج والمسلسلات المستوردة التي فرضت اللجوء إلى الدبلجة لتسهيل تلقيها وفهمها من قبل المستمعين والمشاهدين، وأصبحت العديد من وسائل الإعلام، خاصة المرئية تعتمد الترجمة إلى اللغات العامية.
وأوردت الوثيقة أن هذا الوضع ساهم في هجرة المستمعين والمشاهدين نحو القنوات الأجنبية، حيث شهدت سنة 2006 إحداث 10 قنوات إذاعية، و9 أخرى سنة 2009، بعضها تبث مضامينها باللغتين العربية والفرنسية (ميدي1)، وأخرى باللغة العربية فقط، (راديو ساوا)، وأن هذه القنوات والإذاعات تبث مضامين تخلط بين التعبيرات الثقافية واللغات الأجنبية، خاصة اللغة الفرنسية في شكل تراكيب صحفية لا تخضع لأبسط قواعد الصرف والنحو.
وقال اللجنة الموضوعاتية، أن “واقع لغوي إعلامي غير مستقر ولا يعرف السكون”، مسجلا أنه تم الاحتفاظ باللغة الفرنسية لاسيما في نشرات الأخبار، إضافة إلى الاستعمال الاضطراري للغة العامية التي تهتم بالفنون الشعبية والأغاني والمسرحيات، ثم في مرحلة لاحقة بروز ما يسمى باللغة الوسطى أو اللغة الثالثة، أو اللغة الإعلامية، حيث عرفت هذه الاخيرة، حسب التقرير، نجاحا كبيرا، وأصبحت حاضرة في جل وسائل الإعلام بأنواعها المكتوبة والمسموعة والمرئية”.
وبخصوص توزيع اللغات، أكد التقرير أن نسب اللغة العربية الفصحى والدارجة والأمازيغية في القناة الثانية تزيد عن 86 بالمئة، فيما أن نسبة اللغات الأجنبية لا تزيد عن 17,80 بالمئة، مضيفا، أنه نفس الشيء بالنسبة للقناة الأولى، حيث تزيد نسبة اللغات الوطنية عن 94 بالمئة مقابل 99 بالمئة في قناة “تماريغت”.
وتابع بالقول، أن نسبة العربية الفصحى والدارجة تزيد عن نسبة 95 بالمئة في القناة السادسة، كما وتتنوع اللغات الوطنية في الخدمات الجهوية التابعة للشركة الوطنية بين العربية الفصحى والدارجة والأمازيغية والحسانية كل حسب المناطق التي تغطيها.
كما سجلت الوثيقة، أن نسب البرامج الناطقة بالدارجة المغربية والعربية الفصحى، على مستوى القطاع الخاص، في إذاعة “أصوات” تزيد عن نسبة 99 بالمئة، وفي إذاعة أطلنتيك تشكل 44,5 بالمئة، وعلى إذاعة كاب راديو تشكل 98,27 بالمئة، أما بخصوص إذاعة هيت راديو، تبث برامجه باللغة العربية والدارجة، وبرامج لوكس راديو بالفرنسية بنسبة 95,2 بالمئة.
كما أن البرامج التابعة لشبكة “إم اف إم” تقدم بالدارجة المغربية بنسبة قد تصل إلى 100 بالمئة، في حين تقدم البرامج التابعة “ليو راديو” بنسبة 100 بالمئة، بينما تمثل البرامج الناطقة بالدارجة المغربية و الفصحى بإذاعة “شدى اف ام”، نسبة 59,99 بالمائة, كما تمثل هاته البرامج نسبة 92,38 بالمئة على قناة “شدى تي في” التابعة لنفس المجموعة.