(كش بريس/خاص) ـ أفاد تقرير للبارومتر العربي، عن أن تحولات كبيرة جرت في مواقف الرأي العام العربي إزاء اتفاقات أبراهام، التي شكلت علامة فارقة في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية، من بينها المغرب، مؤكدا على أنه رغم أن الاتفاقات كانت تهدف إلى بناء ما يسمى بـ “السلام الدافئ”، إلا أن التطورات الأخيرة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، وخاصة الحرب في غزة، أظهرت تراجعاً حاداً في الدعم الشعبي لهذه الاتفاقات.
وأبرز التقرير أنه كان يراد لاتفاقيات التطبيع الجديدة أن تخلق نوعاً من السلام الدافئ، على عكس العلاقات بين إسرائيل وكل من مصر والأردن التي ظلت هشّة بعد توقيع اتفاقيات السلام في 1979، و1994. إذ رغم التعاون بين الحكومات في قضايا مثل الأمن، لم يزد اطمئنان السكان في الأردن ومصر تجاه إسرائيل.
وأضافت ذات الوثيقة، أن السلام الدافئ في الظروف الحالية يبدو مستحيلاً بين إسرائيل والدول العربية، وأنه سيبقى دائماً عملية صعبة، كما ستواجه الجهود المتجددة لمد اتفاقات أبراهام إلى السعودية والدول الأخرى عقبات كبيرة، مشيرة إلى أن الناس عبر المنطقة غير مستعدين لتبني فكرة السلام مع إسرائيل، على الأقل ليس دون الخروج بنتيجة مشرّفة للفلسطينيين.
وسجل التقرير أن الرأي العام في المنطقة يدعم أكثر حل الدولتين، مقارنة بدعمه لهذا الحل قبل 7 أكتوبر، ما يُظهر أن السلام الدافئ لن تكون له فرصة إلا بعد تأسيس دولة فلسطينية مستقلة. إذ حتى لو تمددت اتفاقات أبراهام لدول أخرى، فالنتيجة المرجحة هي سلام بارد مماثل لذلك القائم بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر.
واعتبر البارومتر العربي، أنه حتى بعد توقيع اتفاقات أبراهام، كان الأردنيون والمصريون من بين أقل الشعوب تفضيلاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ إذ قال خمسة بالمئة فقط من البلدين إنهم يؤيدون هذه العملية أو يؤيدونها بشدة.
كما أكد على أن حصول المغرب على مكاسب دبلوماسية كبيرة من اتفاقات أبراهام، بما في ذلك اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء، انعكس في البداية على دعم شعبي نسبي، حيث أظهرت استطلاعات عام 2021 أن 31% من المغاربة يدعمون التطبيع، وهي نسبة أعلى بكثير من دول عربية أخرى.
وتراجعت نسبة دعم التطبيع في المغرب بشكل كبير، بعد 7 أكتوبر 2023، لتصل إلى 13% فقط وفق أحدث استطلاعات البارومتر العربي (2023-2024)، ليتساوى المغاربة بذلك مع اللبنانيين والعراقيين، الذين عرف عنهم تقليدياً تحفظهم على التطبيع، حيث ربطت الورقة هذا التراجع بشكل مباشر بتداعيات الحرب في غزة. كما سجلت الدول الأخرى التي شملها استطلاع البارومتر العربي نسب دعم متدنية جداً للتطبيع، حيث لم تتجاوز 13% في أي دولة.