أجاد الباحث الدكتور السعيد بنفرحي، حيثما يجود النبع، وهو يضع بين يدي الباحثين عشاق العلامة الدكتور عباس الجراري، عندما أضاف للخزانة المغربية، سجلا جديدا للمصاحبة والبحث والتقصي، عنونه ب”عباس الجراري قارئا ومقروءا”، جاءت مقدمته بقلم الشاعرة المجيدة مالكة العاصمي، مسرجة بوميض الذاكرة، مسترقة لسمع التاريخ والمعرفة، عبر مسار طويل لرجل “يغار على حقل المعرفة الشاسع للأدب والثقافة والتراث والحضارة المغربية بالدراسة والبحث”.
وتمتلت العاصمي، بروافد هذا الامتداد، مستحضرة قيمة تنصيب الجراري عميدا للأدب المغربي، محييا ناديه المتأصل عبر كبار مريديه وطلابه ومحبيه.
يتضمن الكتاب، ثلاثة أقسام رئيسية، جاءت بعد كلمة الأستاذة مالكة العاصمي، والتقديم، مثمرة أهم الخطوط العريضة للبحث:
ـ الأدب المغربي في البحث العلمي، جهود الأستاذ عباس الجراري.
ـ أندلسيات الأستاذ عباس الجراري
ـ قراءة في منجز الدارسين لمؤلفات الأستاذ عباس الجراري.
هذا بالإضافة إلى فهرس جامع للمصادر والمراجع، وكذا فهرس للمحتويات.
جاء في كلمة بظهر غلاف الدراسة، “تأتي أهمية الكتاب، من كونه أشبه بتلخيص لما أسماه القارئ والمقروء وبمصداقية العالم، أكد المؤلف أن إحصاءاته لم تصل للاستقصاء بسبب اتساع مساحة حضور الاستاذ أو حضور منجزاته في المجالات العربية والاسلامية والدولية، واتساع مساحة الاهتمام به ودراسته والكتابة عنه في الجامعات والمؤسسات والتنظيمات المغربية والعالمية كمرجع لدراسة الأدب المغربي، ولعموم ثقافة وتاريخ المغرب وفضائه الواسع من جهة، وكمفكر ومؤرخ مغربي كبير …”.
جدير بالذكر، أن الباحث الدكتور السعيد بنفرحي، من بين الأسماء المغربية الحاضرة بقوة في مجال التحقيقات والدراسات التراثية والأدبية القيمة، عمل طيلة سنوات عديدة على ترصيع الخزانة المغربية بأجل الأبحاث والدراسات في علوم الأدب واللغة والتراث والإبداع، ما يجعله نموذجا يحتذى به، أكاديميا وجامعيا، ونبراسا منيرا للباحثين الجدد الجائلين في بحور العلم والمعارف.