(كش بريس/ محمد مروان): اجتاح غزو كبير للفراشة والباعة المتجولين أصحاب العربات المجرورة بواسطة الدواب أو الدراجات النارية الثلاثية العجلات عدد من الشوارع المحيطة بالجامع الكبير بحي الجوامعية، وأيضا بإقامة النخيل 4 ” السكانية ” بمدينة تامنصورت، منذ الأيام الأولى من شهر رمضان الأبرك، حيث فوجئ السكان ذات صباح بتوافد العشرات من هذا الصنف من الباعة على هذه الأمكنة، وقد وضع البعض بضاعته على الأرصفة، وآخرون تجاوزتها إلى أن وصلت قارعة الطريق، حيث تسببت في ازدحام كبير نجم عنه عرقلة سير المركبات بل منع مرور مختلف أنواعها داخل هذا السوق العشوائي، الذي سرعان ما ظهر كنبات الفطر بين عشية وضحاها، بعدما يئست هذه الشريحة من انتظار الذي ربما لن يأتي، وعانت الأمرين نتيجة فشل المجالس المتعاقبة في تدبير الشأن المحلي بجماعة حربيل تامنصورت، هذه المجالس التي أكثرت في تقديم وعود بشأن إحداث سوق نمودجي على الأقل بهذه المدينة، التي تجاوزت ساكنتها مائة ( 100 ) ألف نسمة، لكن للأسف الشديد بقيت كل الوعود عرقوبية ليس إلا، مما جعل السكان تزداد معاناتهم بسبب قطع مسافة طويلة من أجل التبضع، كلما قامت السلطة المحلية في إطار تحرير الملك العمومي بتجميع هؤلاء الباعة بعد تنقيلهم من حي إلى آخر، حيث غالبا ما يتم استغلال هكتارات أراضي عارية هي في ملك أصحابها، التي ما إن يعلم مالكوها باتخاذ هذا الإجراء حتى يبادرون في مطالبة الجهة المسؤولة بالتعجيل بإفراغ عقاراتهم، مثلما حصل مؤخرا حينما أقدمت السلطة المحلية مجبرة على جمع الباعة المتجولين والفراشة بائعي الخضر والفواكه والأسماك والخبز وأواني البلاستيك والزجاج والفخار.. في مكان واحد بالقرب من مقبرة الشطر 3 بتامنصورت، على مساحة تبلغ ثلاث ( 3 ) هكتارات تقريبا، عملية لم تحظ بالقبول والرضى حتى من طرف السكان وأيضا من هؤلاء الباعة، نظرا لبعد المسافة وعدم تزويد هذا العقار بالإنارة العمومية الكافية، الشيء الذي يجبر الجميع على مغادرة مكانه ما إن يسدل الليل خيوط ظلامه، أشياء من هذا القبيل جعلت الباعة يركبون صهوة التمرد والعصيان والرحيل من هذا المكان، حيث حطوا الرحال وعادوا للمرة العاشرة إلى القلب النابض وسط مدينة تامنصورت، وبشكل أكثر عشوائية وبشاعة دق العشرات منهم أوتادا في الأرصفة و ” زفت ” الشوارع والأزقة، ووضعوا أحجارا ضخمة ربطوا فيها أحبالا تمسك في أمتار من أغطية جد رثة، يوحي منظرها المشمئز للعيان وكأن الزائر يتنقل في سوق أسبوعي لمدينة من مدن الصفيح، مشاهده صورة صادقة تعكس مدى حالة ما أصابت به آفة الفقر هؤلاء الباعة الذين استنزفت كل دريهماتهم أزمة جائحة كورونا بالمدينة ( الجديدة ) تامنصورت.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضا
Close
-
د عبد الحسين شعبان: سوريا إلى أين؟1 يوم تقريبا