
(كش بريس/ مالكة العلوي) ـ في إطار تعزيز اندماج الأطفال الصم في الفضاءات الثقافية والتربوية، استقبل مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بالمركب الإداري والثقافي محمد السادس باب إغلي مراكش، يوم الجمعة 27 رمضان- 28 مارس2025، أطفال وأطر ومتدربات جمعية الكتبية للصم في زيارة خاصة لفضاءات المركز، الزيارة كانت فرصة مميزة لاستكشاف عالم المعرفة والأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية للمركز.

تجلى كرم الاستقبال المغربي، الذي يُعد من أبرز خصائص الثقافة المغربية التي تشتهر بها بلادنا، وخاصة في المراكز الثقافية التي تُعتبر منارات للتبادل الثقافي والحضاري. فمنذ اللحظة التي ولج بها أطفال وأطر جمعية الكتبية للصم، بوابة مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بالمركب الإداري والثقافي محمد السادس للأوقاف، استشعر الجميع حفاوة الاستقبال ودفء الترحيب الذي ينبع من الابتسامة الدائمة على وجوه مسؤولي وإداريي المركز، وحرصهم على الإجابة على الأسئلة وتقديم شروحات قيمة، واستعراض المعلومات بشكل وافٍ وشيق، مع عرض توضيحات معمقة مما يثري التجربة ويوسع آفاق معرفة المتتبع الزائر. تتسم هذه الشروحات بالتفاعل الحيوي والاهتمام بتفاصيل الثقافة والتاريخ المعرفي المغربي، مما أغنى الزيارة لتكون تجربة قيمة مليئة بالفائدة والمتعة في آن واحد.

وتستمر الجولة الاستطلاعية التعريفية داخل مركز التوثيق والأنشطة الثقافية، والتي أبدى خلالها الأطفال انبهارًا كبيرًا بالفضاء ومحتوياته، خصوصًا قاعات المطالعة المزودة بكتب مصوّرة ووسائل تعليمية تفاعلية، إضافة إلى الأركان المخصصة للأنشطة الفنية والإبداعية. كما لفتت انتباههم الأقسام المخصصة للتقنيات الحديثة المعتمدة في عملية تخزين وحماية المخطوطات والمحافظة عليها، وقد تمكن أطفال وأطر جمعية الكتبية للصم من الاستفادة من الشروحات والتوضيحات القيمة التي قدمها برحابة كل من الدكتور عبد الهادي بصير مدير مركز التوثيق والأنشطة الثقافية، والدكتور أحمد حديدة رئيس مصلحة المكتبة، والدكتور رضا جبابدي رئيس مصلحة الأرشيف، والمهندس الإعلامي علي ميجلاد، مما حقق التفاعل مع العروض التوضيحية الشيّقة، والمعلومات المعرفية القيمة.

التوضيحات التي عملت خبيرة لغة الإشارة الأستاذة لالة حفصة العلوي على ترجمتها فوريا للأطفال الصم وذلك لضمان تتبع مباشر وتواصل سلس وفعال. وقد قدم طاقم المركز للأطفال الصم شرحًا مبسطًا حول المخطوطات باعتبارها كنوزًا ثقافية وتاريخية تعكس مراحل مهمة من تطور العلوم والفنون.

ليتم عرض نماذج متنوعة من المخطوطات، مما أتاح للأطفال فرصة لفهم عمق الإرث الثقافي والحضاري. خصوصا أمام أسئلة الأطفال حول طريقة التخزين وسبل الحفاظ على المخطوطات، حيث أبدوا اهتمامًا كبيرًا بأدوات الكتابة التي كانت تُستخدم في عمليات التدوين، من قبيل: القصب المبرَّد المستخدم في الخط العربي. والأحبار الطبيعية المصنوعة من الأعشاب والمعادن. والورق القديم الذي كان يُصنع من الكتان أو جلود الحيوانات.

وفي ختام الزيارة، عبّر الأطفال عن سعادتهم الكبيرة بهذه التجربة، فيما تعهّد مسؤولو المركز بفتح أبوابهم أمام هذه الفئة بشكل مستمر، من خلال تنظيم ورشات تربوية وفنية تستهدف الأطفال الصم، بما يضمن لهم فرصة تنمية مهاراتهم وتوسيع آفاقهم الثقافية.

مثلّت هذه المبادرة خطوة إيجابية نحو تعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي، مؤكدةً أن الإدماج الحقيقي للأطفال الصم يبدأ بفتح آفاق جديدة لهم في فضاءات العلم والمعرفة.

