(كش بريس/ محمد مروان): فاجأ المجلس الجديد لجماعة حربيل مئات المعوزين والفقراء والمحتاجين هذه الأيام بحرمانهم من المساعدة الغذائية، بعدما اعتادوا طيلة ما يقارب عقدين من الزمن أن يتسلموها كلما حل شهر رمضان ضمن عملية ” قفة رمضان “، حيث اتخذها المجلس سنّة سنوية يخصص لها مبلغا ماليا مهما حسب مصادر مؤكدة يقدر بستين ( 60 ) مليون سنتيم تصرف من ميزانية كل سنة، بينما المجلس الحالي بعدما سبق له أن قرر في إطار ميزانية السنة المالية 2022، تخصيص اعتماد صنف ضمن خانة شراء مواد غذائية لأهداف إنسانية قدره خمسين ( 50 ) مليون سنتيم، بالإضافة إلى هبات ومعونات للمحتاجين حدد مبلغها في خمسة عشر ( 15 ) مليون سنتيم، لم يلتزم للأسف الشديد بشيء من هذا، لكنه التزم بالشروع في الصرف من الاعتماد المخصص لمصاريف الإقامة والإطعام والاستقبال الذي مبلغه اثنى عشر ( 12) مليون سنتيم، وذلك من أجل تغطية تكاليف وجبات الغذاء التي اعتاد أن يتناولها عقب انتهاء اجتماع جلسة كل دورة عدد من أعضاء المجلس خارج تامنصورت رفقة نفر لايستهان به من أفراد عناصر دعم الأغلبية في الانتخابات الجماعية الماضية، بمطعم بالقرب من مدار ” العياشي ” بالحي الصناعي ضاحية مراكش، جاهلا هذا المجلس أن الصرف من هذا الاعتماد له كما لغيره ضوابط وثوابت قانونية، لها علاقة وطيدة بربط المسؤولية بالمحاسبة، وقد قال أحد الظرفاء :” إن الواقع المعاش في جماعة حربيل قد استدامت فيه توالي أحداث ينطبق عليها بالحرف مضمون عباراة المثل القائل : ” خيرنا ما يكلو غيرنا “، الشيء الذي يؤكده أيضا في هذا السياق، ما إن تولى السيد رضوان عمار، رئاسة جماعة حربيل، حتى بادر خلال الأيام الأولى بعملية توزيع سيارات أسطول الجماعة على عدد من نوابه وأعضاء من الأغلبية الحاملين لرخصة السياقة، حيث أصبحت سياراتهم الشخصية، وقد صاروا يتباهون بها يوميا ذهابا وجيئة أمام أعين المواطنين داخل الدواوير وبتامنصورت وخارج هذه المدينة أيضا، دون التكليف بأدنى مهمة بعيدا عن النفوذ الترابي لجماعة حربيل، في محاباة تامة وغض الطرف عليهم حين ارتكابهم لهذا النوع من المخالفات أثناء ضبطهم من طرف رجال الدرك الملكي أو رجال الشرطة بالمدن، مستنزفا هذا النوع من المستشارين ملايين السنتيمات من المال العام في تغطية تكاليف مادة الگازوال وقطاع الغيار .. دون حسيب ولا رقيب، ولم يخطر ببالهم حسب ادعاءات بعضهم من أجل ترشيد نفقات الجماعة إلا حرمان هذه الشريحة المستضعفة من الدعم والمساعدة الغذائية ” قفة رمضان “، هذه العملية الإحسانية التي عرفت ما يزيد عن ( 4700 ) قفة كان مآلها الفساد سنة 2020، بعدما أكلت أغلبها الديدان في مستودع جماعة حربيل، والغريب في الأمر أن القفف بأطنان من موادها الفاسدة بقيت إلى اليوم بهذا المستودع موصدة أبوابه دون أن يقوم المجلس الجماعي الحالي بأي إجراء قانوني من أجل إتلاف هذه المواد الفاسدة وتنظيف المكان، قصد زرع الروح فيه من جديد تبعث الآمال في قلوب تترجى كل الخير من محسنين يقدرون حق قدره ما جاء في كتابه الحكيم : ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون “.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضا
Close
-
ارتفاع مؤشر التضخم الأساسي خلال شهر نونبر 2024 ب 0,2٪3 أيام تقريبا
-
الحكومة تقرر مراجعة شاملة للنظام الأساسي الخاص بموظفي السجون3 أيام تقريبا