(كتب مصطفى المنوزي): حقا لم يفاجئ الرأي العام المغربي من نتائج المؤتمر الوطني الخامس لحزب النهج الديمقراطي، وبصفة شخصية لم يكن لدينا تضخم في الانتظارات، اللهم على مستوى انتخاب بعض الأسماء التي تم بها تطعيم أو تشبيب القيادة؛ وفي إنتظار نشر أدبيات المؤتمر، لكي نبدي تحليلنا ونقدنا .
يمكن أن نتساءل عن عبارة “العمالي” التي أضيفت، فهل هي توصيف بمحتوى نوعي يمكن أن نستشف منه أن هناك قيمة إضافية على مستوى الخيار المذهبي أو إنه إشارة تروم التكريس لما سبق تسطيره وتداوله (إعلاميا) من أدبيات الحزب أي ما يسمى بالفكر الماركسي اللينيني، وذلك في إطار تأكيد التميز عن بقية الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية أوالهيئات الديمقراطية و الإشتراكية؛ أم أن الأمر يعد مجرد نعت أضيف لإسم الحزب تمييزًا له عن حركة النهج الديمقراطي القاعدي، وهو تيار طلابي يزعم أنه تأسس سنة 1979، ويعتبر نفسه إستمرارًا للجبهة الموحدة للطلبة التقدميين المؤسسة سنة 1972، والتي كان لها دور كبير في توجيه الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بالهيمنة على قيادته إثر المؤتمر 15.
ومعلوم أن حزب النهج الديمقراطي كان قد تم الإعتراف به سنة 1995 ، بعد أن توافق على تأسيسه عدد من قدماء حركة إلى الأمام الماركسية اللينينية المحظورة ، إضافة إلى بعض المنضويين سابقا تحت لواء تيار الطلبة القاعديين. كما تجدر الإشارة إلى أن حركة النهج الديمقراطي القاعدي تعتبر نفسها الوريث الشرعي لتيار القاعديين ولا يرى في غيره من التيارات سوى إطارات تحريفية زاغت عن الحركة الطلابية الأم ، وانشقت عنه.
فهل فعلا هناك ما يبرر ويقتضي إضافة توصيف “عمالي” ؟ وهل يعني هذا النعت أن إرادة الحزب تتجه نحو بناء حزب الطبقة العاملة ، كما جاء في النقاشات التي رافقت التحضير للمؤتمر ؟ وكيف يمكن تصور هذا البناء في ظل التحولات الحاصلة على مستوى النظرية والممارسة والخلافات التنظيمية منذ سقوط جدار برلين سنة 1989، وبعده انهيار المنظومة الإشتراكية في بداية التسعينيات، وما رافقها من مراجعات مذهبية وحزبية وتسويات سياسية، وبالنظر إلى وضعية الأجراء وأزمة التشغيل ومخاطر البطالة في ضوء التكريس الفعلي لما اطلق عليه من سلم إجتماعي والذي إنطلق مسلسله منذ اتفاق فاتح غشت 1996 والذي طوق إرادة وطموحات الحركة النقابية وأثر على صمود البعد الإجتماعي في الهويات الحزبية والسياسات العمومية ؟
(الصورة 1 ) ـ للأمين العام لحزب النهج العمالي رفقة عضو القيادة لحبيب التيتي والذي دشن اول نشاطه برسالة تهنئة وتنويه وتعريف بخلف المصطفى براهمة، (الصورة 2)