الحرب مع سيف أرعد
بعد ذلك قام سيف بن ذي يزن بالفرجة على السبع الأنهار والسبع مدن وهو على ظهر عاقصة، وفي أول واد حصل على قلنسوة الحكيم «أفلاطون” التي تجعل صاحبها يتخفى عن الأنظار ..
أما في الوادي الثاني فإنه حصل على الخاتم السحري ل”عبود خان” من بطن السمكة والذي يقتل كل من أومأ إليه صاحبه ويقضي عليه في حينه ..
بعد ذلك رجعت عاقصة بسيف إلى مدينة قيمر حيث حصل على كتاب وادي النيل باستعمال القلنسوة السحرية حيث دخل القبة دون أن يشعر به أحد، ومد يده وأخذ كتاب تاريخ النيل بلا خوف أو ارتياب..
ثم عاد سيف إلى بلده حمراء اليمن بعد أن نجا من مطاردة قمرون وامتطى ظهر الدابة البحرية واختفى بين أرياشها في طريق الرجوع ..
وفي غياب سيف دبر سقرديس حيلة أخرى لمنع زواج سيف بشامة .
حيث أرسل سقرديوس كتابا إلى أخيه سقرديس يخبره بكل ما حدث وما كان من إبعاده لسيف في طلب الحلوان، ويطلب منه أن يجعل سيف أرعد يرسل في طلب شامة ..
فدخل سقرديس على سيف أرعد وأخبره بالأمر فأرسل إلى أفراح مهرها: أربعة عقود جوهر وأربع بدل من الحرير المدثر ومائة أوقية من الذهب الأحمر، و خمسة ألاف دينار ذهب، وعشر خيول جياد ، وأرسل كل ذلك مع فارس من الفرسان قوي البنيان يقال له مناطح ..
وأمره أن لا يعود إلا بقضاء الأشغال و بلوغ الآمال وأن يرافقه ألف من الفرسان، وساروا في الحين والتمكين إلى حمراء اليمن وعند وصولهم استقبلهم أفراح وصنع لهم وليمة عظيمة، فقدم مناطح إليه المهر بالتمام والكمال، وطلب منه شامة لسيده أرعد، وقدم له كتابه في الحال وفيه أنه في حالة الموافقة أنه يمنع الخراج عن المدينة سبع سنوات..
وحضر سعدون في الديوان وعلم بما كان، فسل حسامه من غمده حتى دب الموت في فرنده،وضرب مناطح وقتله في الحال .
فهجمت الأبطال على سعدون ليسقوه كأس المنون ،لولا أن وصل فارس ضارب على وجهه لثاما، ودخل بين الصفين وسأل سعدون الثبات في الميدان،ولم يكن هذا الفارس إلا سيف بن ذي يزن..
فلما علم أفراح بقدومه أمر بكف الحرب و تقدم لاستقباله
وسأله عن سبب تغيير اسمه فحكى له ما كان و كيف أخبره الحكيم بأن اسمه هو سيف بن ذي يزن،أما سقرديوس فقد جمع ما فضل من عساكر أرعد و أرسلهم إلى مدينة الدور ليخبرو سيف أرعد بما جد من الأمور، وطلب منه أن يرسل جيشا جرارا، وأرسل معهم كتاب تاريخ النيل إلى أخيه قرديس.
فلما وصلوا أخبروا سيف أرعد بما كان و سلم له سقرديس الكتاب فجعله في خزائنه.
ودخل رجل يشتكي من ظلم قمرية فأرسل أرعد إلى أفراح كتابا يطلب منه قتال قمرية ..
وبعد أن زار سيف بن ذي يزن وأفراح وسعدون سيف أرعد في الديوان،و كان لهم معه ما كان ، توجهوا إلى أرض الملكة قمرية ، ولما وصلوا طلبت منه النزال في الحال ، وطلبت الصراع، وكان الاتفاق كل من يقهر غريمه في الميدان يصير له من جملة الأتباع..
و بينما كانت قمرية تنازل ابنها سيف وهي لا تعرفه ، رأت عقد الجوهر في عنقه، فعرفت جيد المعرفة أنه ولدها، فهجمت عليه و قبلته بين عينيه وأخبرته أنها أمه ، وأحضرت الشهود..
فحكى لها الحكاية من البداية، و أخبرته أنها ندمت على ما فعلت أشد الندم ، فسامحها..
وكانت تنوي الخلاص منه فدبرت مكيدة جديدة و زعمت أنها تريد أن تسلمه بعض الدفائن من أموال أبيه،ولما أبعدته من الديار ضربته بالسيف على رأسه وهو نائم ضربة أولى ورابعة إلى ظنت أنه مات،وتركته في البراري والقفار ورجعت إلى مدينتها ..
فلما أفاق سيف من غشيته طلب الفرج من الضيق، وإذا بطائرين على الشجرة يتكلمان ويذكران فوائد أوراق الشجرة في علاج الجراح، وكان يسمع كلامهما لكنه لايقوى على الحركة فهبت الريح و حذفت بعض الأوراق، فأخذ بعضها ومضغها ووضعها على جراحه فشفي في الحين .