‏آخر المستجداتلحظة تفكير

حميد الشمسدي: زمن الماعز و الترند أو أنك امرؤ فيك كموجة

ـ ألا يرى الكموج الجديد كمية الفشل الفني الذي غطى عليه ثغاء المعيز ؟ ـ

غالبا ما أعترف، _من الوقوف على الأعراف_ وألتزم حيادا قريبا جدا من السلبية، ولا أبدي رأيا في الأحداث مهما كانت كبيرة، ملقيا المهمة على عاهل المهتمين والمثقفين لأني لا أعتبر نفسي منهم، لكن هذا _الإعتراف_ أشعرني مؤخرا بقدر كبير من التقزز درجة التقيؤ نتيجة ما أثاره فلم حياة الماعز، الذي اعتبرَه ضعفاؤنا انتصارا على أنفسهم نكاية بأنفسهم التي استمرأت النفاق وكرست زمنا طويلا من محاربة الطواحين وركوب أمواج الخوف والضعف والتواري وراء دروع من قش، وما زالو يركمجون. وما هذه الفئة إلا نسخة عصرية من دابة قديمة كانت تقرأ ولا تفهم تُعُورِف عليها بالكَموج، بينما نسخة اليوم دابة ترى ولا تفهم، يأبى ليلها إلا أن يرخي سدوله بأنواع الهموم ليبتلي متكلمي هذه الأمة المتأخرين.المتكلمون الذين أضحت هواية الكَمْوَجَةِ لديهم وظيفة يَشْرَعون بتطبيقها كلما هبت معاول الحاقدين الفاشلين لقرض منسأة هذه البلاد المترامية ما بين مَاءَيْن.فيسرعون للانخراط مُوَظَّفين في مؤسسة وظيفية تأسست منذ لم نومن بفكرة المؤامرة، وبدعم كبير من مؤسسة محلية ذاتية كبرى لجلد الذات.

فكرة المؤامرة التي يجب أن تحضر ونحن في حضرة الفلم، هي أن القصة قصتان، قصة الفلم وقصة الرواية، والسؤال لماذا لم يذكر المخرج الأمور الإيجابية التي عاشها الهندي، من قبيل دخوله الإسلام (لم يكن مسلما في القصة الحقيقية)، ثم تنازل أبناء الكفيل القتيل (بعد قتل الكفيل من طرف الهندي)، ثم تكلف الأهالي بالدية التي تنازل عنها أولياء الدم للهندي، ثم تمتيعه بالحرية وسفره للهند محملا بمبلغ الدية والهدايا الكثيرة. مع عدم الامتنان للسلطة التي تغاضت عن فعلة المكفول ضد الكفيل.

ثم كيف تغنى الفلم بالقران أيها الكموج، بينما تثور لأعمال عربية سابقة حاولت القيام بنفس الشيء، هل تساءلت أيها الكموج لماذا مشاهد صلاة الأفريقي والهندي كثيرة وطويلة ولامشهدا واحدا لعرب الفلم وهم يصلون، انها احقاد تتخطى السعودية والعرب عامة للاسلام دينا ومنهجا.

وتبقى أجمل مشاهد الفلم دور الممثل الأردني عاكف نجم، الذي جسد دور المواطن الشهم الذي أوصل الهندي للسلطات بعد أن أخرجه من ظلماته، مشاهد مرت سريعة متسارعة، ورغم ذلك تبقى نقطة الضوء الوحيدة في الفلم…

ينتهي الفلم عندي منذ دقائقه الأولى وبَطَلانا في المطار يتبادلان حديثا ممجوجا مكرورا مملوءً بعبارات القدح والوصف القميء للإنسان العربي الذي يعيش حياته في البول والجهل والتعاسة والغلظة وهذا الحديث يظهر فكرة الهندي قبل معايشة العرب،وقد لاقى بالفعل جزاء سوء ظنه) وهذا أمر يشي بما وراءه مما لا يكتشفه الكموج الجديد، أو لنقل يتعامى عنه، مؤامرة يصنعها مخرج فاشل أمضى سِنِيَّ عمره بين حَواري بوليود وأزقتها في أعمال فاشلة لم تحقق له أي ربح مادي أو معنوي يذكر، لكنه سرعان ماتفطن للمصفقين للتفاهة الذين يعيشون بين ظهرانينا لتحقيق (ترند) زائف. متسلحا بهم وبأطنانَ من طاقة سلبية جاثمة على صدورهم مذ طرحتهم أمهاتهم اللائي ولدنهم.

كيف لهذا الكموج الجديد ألا يرى كمية الفشل الفني الذي غطى عليه ثغاء المعيز، حبكة متهلهلة مضعضعة ذات سردية ضعيفة، وبهرجة مقحمة مستهلكة ومبتذلة أغلبها مصطنع لا مبرر له سوى استدرار مشاعر المشاهد الذي أدعو له بالشفاء من كُمُوجَتِهِ التي تزداد تفشيا يوما بعد يوم، ثم لماذا هذا الكموج يغض الطرف عن ألف كفيل وكفيل يسومونه العذاب صباح مساء؟، هنا يظهر بجلاء طغيان مازوشية الكموج على سادية المخرج.

سيدي المثقف: إنك امرؤ فيك كُمُوجَة

‏مقالات ذات صلة

Back to top button