عبد الرحيم الضاقية
شهدت رحاب كلية الآداب بجامعة ابن زهر بأكادير يوم 21 يونيو 2022 مناقشة أطروحة دكتوراه تقدم بها الطالب الباحث خالد جدي حول موضوع « الإسطوغرافية الجامعية في بلدان المغارب 1956 – 2010 جرد ومقارنة » أمام لجنة مخضرمة من جامعات أكادير الدارالبيضاء وتونس . وتحاول ألأطروحة النبش في بدايات الكتابة التاريخية الجامعية المغاربية منذ الاستقلال إلى سنة 2010م ، بمنهج مقارن يقف على أوجه التشابه والاختلاف في تجارب الكتابة التاريخية الجامعية المغاربية في البلدان الثلاث.
والإشكالية المركزية لهذه الأطروحة مفادها هل الإنتاج الإسطوغرافي المنجز في الجامعات المغاربية منذ الاستقلال الى سنة 2010، يسمح بتقديم حصيلة عامة، وكذا تقديم محاولة في المقارنة بين تجارب الكتابة التاريخية في الأقطار المغاربية الثلاث ؟
ولتفسير هذه الأشكلة لجأ الباحث إلى العديد من الفرضيات منها: الظروف التاريخية التي نشأت فيها الكتابات التاريخية في كل من المغرب وتونس والجزائر ومرتكزاتها. والكتابات التاريخية المغاربية ظاهرة عرضية أم أنها حتمية أوجدتها رهانات سياسية وإيديولوجية. وتقديم حصيلة الدراسات التاريخية الجامعية المنجزة في إطار الرسائل والأطروحات الجامعية في بلدان المغارب. وأهم المواضيع والحقب التي تطرق لها الباحثون في الأقطار الثلاث، وهل هناك غلبة لبعض المواضيع والحقب على أخرى؟. وإلى أي حد يمكن القول ان هذه الكتابات أبرزت معالم التواريخ الوطنية لدول المغارب، وساهمت في تفعيل مسار التحولات التاريخية في بلدان المغارب، وماهي أوجه التشابه وأوجه الإختلاف في التجارب الإسطوغرافية الثلاث؟.
وقسم ذ. جدي هذه الأطروحة إلى ثلاثة أقسام ومقدمة ومدخل مفاهيمي وخاتمة :
- القسم الأول: من الإسطوغرافيةا لكولونيالية إلى الإسطوغرافية الوطنية في بلدان المغارب؛
- القسم الثاني: الإنتاج الإسطوغرافي الجامعي المغاربي منذ الإستقلال إلى 2010، جرد بيبليوغرافي؛
- القسم الثالث: إتجاهات وتيارات الإسطوغرافيا المغاربية، محاولة في المقارنة.
وخلصت في هذه الأطروحة إلى العديد من القضايا الهامة، منها أن الأبحاث التاريخية في إطار الأطروحة قد تضاعفت في أوساط الباحثين المغاربة الذين لم تهيئوا بعد للمرور لمرحلة التركيب والتي كانت هي الغاية من إنجاز هاته الأبحاث، ولعل أقوى تلك النقاط في هاته الخلاصة سؤال وجيه مفاذه هل تعتبر الدراسات التاريخية المنجزة إلى حد الآن في بلدان المغارب كافية للتفكير في كتابة تاريخ شمولي للمجال المغاربي؟ وبعد مداولات اللجنة قررت منح الطالب شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع توصية بالطبع . ويذكر أن الدكتور خالد جدي أستاذ واسع الأفق على مستوى تكوينه الأكاديمي الرصين وقدرته على استعمال تعدد المصادر واللغات للوصول إلى مبتغاه البحثي . كما يتميز على المستوى المهني ، وهو أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بثانوية سيدي عبد الرحمان التابعة للمديرية الإقليمية بمراكش ، بالحرص على إفادة التلاميذ/ات والقرب منهم وربط علاقات إنسانية راقية مع الجميع .