Ì- كش بريس / محمد مروان
كثرت الاحتجاجات واللغط ضد خطيب صلاة الجمعة بأحد الجوامع الستة المتواجدة بأحياء مدينة تامنصورت، بدعوى أن من طبعه دائما الإطالة في الخطبتين، دون مراعاة للمصلين الذين لا يقدرون على الحفاظ على وضوئهم لوقت طويل في الاستماع لهاتين الخطبتين كلما ارتجلها هذا السيد الإمام الخطيب قبل أداء الصلاة، إذ لا يتنفسون الصعداء إلا إذا جاء بالخطبة مكتوبة من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بمراكش، حيث يكون مضطرا على قراءتها كما هي، لكن الغريب في الأمر لما بلغ إلى علمه خبر هذه الاحتجاجات، كانت إجابته عليها أثناء إحدى خطب الجمعة، قائلا : ” يحتج بعض الناس على الإطالة أثناء خطبتي الجمعة، ولا يستحيون أثناء مشاهدتهم لمباراة أو شريط وهم جالسون لوقت طويل أمام التلفاز..”.
موقف من هذا القبيل لهذا الخطيب نفر من الصلاة وراءه العديد من المصلين بمختلف أعمارهم، إلا كبار السن الذين لم يقدروا على قطع مسافة إلى أقرب جامع من مقر سكناهم، واقع يعاني من ويلاته المصلون بسبب تعنت هذا الخطيب الذي عمر طويلا دون أن يغير من سلوكه منذ إحداث هذا الجامع الذي رغم زيارات السيد مراقب الجوامع والمساجد على صعيد سائر تراب جماعة حربيل المحتضنة لمدينة تامنصورت، لا يحرر في تقاريره دائما وفق ما صرح به المحتجون إلى ” كش بريس ” إلا ما يعني قولة : ” العام زين “، مؤكدين ليست الأمور على ما يرام ولا هم يحزنون، إذ صار أغلبهم لا يحضر صلاة الجمعة بهذا الجامع إلا عندما تسرق مسامعهم خبر نص خطبتي الجمعة قد ورد على هذا الخطيب من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بمراكش، مثلما سيكون الوضع عليه عند صلاة اليوم الجمعة، حيث علم أكثر الناس بتامنصورت أن السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، قد قام بتوجيه مذكرة إلى السادة المندوبين الجهويين للشؤون الإسلامية، يوم الثلاثاء الماضي، حيث يدور موضوعها حول التعامل الواجب تجاه المتعلمين، وقد أرفقها ببطاقة من أجل أن يستأنس بها الخطباء في ذات الموضوع أثناء الخطبة الثانية ليومه الجمعة 17 يونيو من الشهر الجاري، حاثا إياهم حسب نص المذكرة بأن عملية التعليم والتعلم تحتاج إلى أساليب تربوية وتحفيزية لكي تعطي أكلها المنشود، منها الرفق بالمتعلمين وعدم القسوة عليهم، واستعمال كل ما يحبب إليهم التحصيل والمعرفة، مؤكدا على السادة المندوبين الجهويين أن يعملوا على توصيل هذه المذكرة والبطاقة المرفقة بها إلى السادة المندوبين الإقليميين، حتى يتم توزيعها على جميع خطباء الجمعة بالجوامع على سائر التراب الوطني، وهنا يظهر أن السيد الوزير قد أشار في هذه المذكرة إلى كلمة الرفق وعدم القسوة، لنمعن النظر إذا، ألا يمكن إذا ما تم توظيف هذه العبارة أيضا في هذا المرفق الديني، أن يكون في هذا كل الخير لأمة محمد بهذا الجامع الذي وصل فيه السيل الزبى لدى رواده من المصلين بمدينة تامنصورت ؟