ضمن فقرة جديدة من برنامج “شاعر ومترجمه”، والتي سبق للدار أن افتتحتها سنة 2020 باستضافة الشاعر الكولومبي خورخي توريس ميدينا الى جانب مترجمه المغربي خالد الريسوني، تقترح دار الشعر لحظة شعرية رفيعة تقترحها دار الشعر بمراكش، ليلة الجمعة 17 فبراير 2023 على الساعة السادسة مساء بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات، تجربتان شعريتان تنتميان الى جغرافيات ثقافية مختلفة، أوروبية وأمريكية، وبمرجعيات تمتح من الراهن ومفارقاته. الشاعر والكاتب والفنان الأمريكي مارك ليبمان، الى جانب مترجمه الشاعر والمترجم والباحث الأكاديمي المغربي الحبيب الواعي، يشاركان الى جانب الشاعرة والروائية لوسيل برنار والتي ستقرأ قصائدها بحضور الكاتب والمترجم المغربي يوسف غرنيط.
فقرة “شاعر ومترجمه” تستضيف تجارب شعرية من جغرافيات كونية، سعيا للانفتاح على منجزها الشعري، وربطا لجسور الحوار والتواشج بين متون نصية إبداعية من مختلف الجنسيات. وهي لحظة استضافة شعرية وحوارية تسعى لمد جسور التواصل بين الشعراء، كما أنها استضافة رمزية لتجارب شعرية تنتمي لجغرافيات متعددة، لكنها جامعها هو القصيدة والأفق الإنساني المشترك. وتفتتح هذه اللحظة الشعرية بقراءات الشاعر الأمريكي مارك ليبمان، وهو كاتب وشاعر وفنان وناشط أمريكي، مؤسس دار فغابوند للنشر ومهرجان كالفرسيتي للكتاب بكاليفورنيا ومهرجان إلبا للشعر بإيطاليا. وقد سبق له أن توج بجائزة جو هيل لابور للشعر (2015) وجائزة الكتاب اللاتيني الدولية 2016 (إيطاليا). ألف ما يزيد عن 12 كتابًا، كما اشتغل عن كثب مع شعراء مرموقين أمثال لورانس فيرلينغيتي وجاك هيرشمان لينضم بذلك إلى جماعة الكتاب الملتزمين، ويستخدم مارك الشعر لربط المجتمعات بقضايا العدالة الاجتماعية المشتركة، كما أنه يسعى إلى بناء ونشر الوعي من خلال الالقاء الشعري.
ويسهر على تقديم ترجمة قصائده الى اللغة العربية، الشاعر والمترجم المغربي الحبيب الواعي، وهو شاعر ومترجم وباحث مغربي مِن مواليد تارودانت عام 1985، حاصل على دكتوراه من “جامعة محمد الخامس بالرباط”. ومِن ترجماته: “أميركا أميركا: أنطولوجيا جيل البيت” (2018)، و”حبس إلى أجل غير مسمّى: قصّة كلب” (2019) لمايكل روتنبرغ، و”المطر القديم” لبوب كوفمان (2020). أصدر مجموعتَين بالإنكليزية: “الآن ستعلم السيّدة جونس: قصائد ثائر يائس” (2015)، و”جروح نتنة محنّطة بالقطران” (2020). يشتغل حاليا أستاذا للأدب الانجليزي والدراسات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير.
وتقدم دار الشعر بمراكش لجمهورها تجربة شعرية من فرنسا، تقيم بين ضفتين (المغرب وفرنسا)، وهي الشاعرة والروائية لوسيل برنار (مواليد آنسي). انطلقت مسيرتها في البداية شعرا، من خلال نشرها للعديد من القصائد في مختلف المجلات الفرنسية، لتنفتح كتاباتها على أجناس تعبيرية أخرى، كالروايات والقصص القصيرة والمقالات الى جانب الشعر. وفي عام 2000، اختارت لوسيل أن تعبر الى ضفاف أخرى، واستقرت في المغرب وأحدثت بمراكش مركز الإبداع الفني “رياض صحرا نور” كمكان للتلاقي والتبادل بين مختلف الثقافات، الى جانب احتضانها لجائزة “ملتقيات دولية للشعر وصحارى نور” والعديد من الإصدارات في مجال الشعر والرواية والقصة والمقالات.. تعتبر لوسيل برنار، أيقونة المدن الكونية، مراكش “واحة إلهام للمبدعين من كل الأصناف”. ويحضر الى جانب الشاعرة لوسيل الكاتب المغربي يوسف غرنيط (مواليد باريس عام 1954)، وهو مهندس معماري يقيم في مراكش، وشاعر يكتب باللغة الفرنسية (“مراكش في 80 يوما”، و”السعادة أربعة فصول”). غرنيط الذي بدأ ولعه بشعر عمر الخيام، ظل يسافر بين “أرابسيك” وهندسات المعمار المغربي، لينضاف ولع الفنون الجميلة الى ولع الكلمات.
فقرة “شاعر ومترجمه”، والى جانب فقرة “شعراء بيننا”، نوافذ دار الشعر بمراكش على شعريات كونية مقيمة بيننا، في سفر بين نصوص شعرية وفي تناغم خلاق بين متون الشعر بجميع الألسن. كما تشكل هذه الفقرة لحظة أساسية في برمجة الدار، خصوصا ضمن سعيها الى الانتقال والتجديد في استراتيجيتها ضمن الموسم السادس، في أفق المزيد من إبداع وتنويع برامج وفقرات الدار وانفتاحها على المنجز الشعري المغربي والعربي ..