تكاد تكون دورات مجالس المقاطعات بمدينة مراكش، حكرا على الغرف المغلقة وعمل الزوايا المعتمة، حيث تتحول أخبارها إلى مجرد تعويم واستدراج وإبلاغ فوق الحاجة، بعد الانتهاء من تمرير قرارات بعيدة كل البعد عن مفاهيم “التشاركية” و”الاستشارات المجتمعية”، و”انخراط الفاعلين في التنمية”.
هذا ما تستقصيه وسائل الإعلام المحلية والوطنية، وهي تتوصل ببلاغات من خارج هذه الدورات والمجالس، التي يسميها البعض ب”تحت الطاولة”، و”المآلات الغامضة لمشاريع الوكوكوت مينوت”.
وجرت العديد من هذه الدورات، في النهار الجهار، دون أن تحدث جلبة ولا اهتمام من طرف ساكنة الجماعات، مجتمعا مدنيا كان أو ومواطنين عاديين، حيث لا تلقي أي اهتمام ولا نقاش ولا أسئلة راهنية، رغم تضمين نقاطها مصائر لا تقل أهمية عن مصائر البلاد والعباد.
من بين هذه الدورات، الدورة الأخيرة التي عقدها مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي؛ يوم الأربعاء 4 يناير 2023، حيث تمت أشغال دورته العادية في جلسة أولى، ناقشت خلالها قضايا استراتيجية ومهمة للغاية، دون استحضار ما تم ذكره سالفا.
وحسب معطيات حصلت عليها “كش بريس”، فإن الجلسة الأولى من هذه الدورة ناقشت ما أسمته برمجة الأشغال “التدبير النصف سنوي لأشغال المجلس”، بالإضافة إلى “المصادقة على مشروع برنامج التنشيط الثقافي والاجتماعي والرياضي لسنة 2023″، وكذا “تدارس ومناقشة وضعية النظافة بتراب المقاطعة”، و “تسمية بعض الشوارع والأزقة”.
من؟ كيف؟ ولماذا؟ وإلى متى؟ أسئلة تثير أسئلة، وانتظارات تعيد السؤال إلى أصله؟
الجلسة الثانية الأخرى، والتي من المفترض أن تكون قد ابتدأت أشغالها صبيحة هذا اليوم (الخميس 5 يناير 2023) لتتمة مناقشة النقطتين السابقتين، وهما “دراسة ومناقشة وضعية الصحة”، و”دراسة ومناقشة وضعية التعليم”، هي أيضا تمشي بنفس إيقاع الأولى، ودون التفات لأي شيء، غير الضباب والضبابية؟.
فمن يواصل متابعة هذه الغرابات؟ وكيف ستكون أحوال ساكنة المقاطعة المذكورة، في غياب العناصر البانية والمؤسسة للوضوح والشفافية والفعالية؟