منذ سنوات تعرف عدة جامعات مغربية، انفجار فضائح أخلاقية متنوعة ومتلاحقة، يأتي على رأسها ما سمي إعلاميا بقضايا “الجنس مقابل النقط”، حيث يعمد بعض الساقطين من الأساتذة والساقطات من الطالبات، إلى مبادلة الخدمات الجنسية، بالحصول على النجاح والقبول والدراجات العالية.. وبعضها ما زال جاريا أمام المحاكم!
في الأيام الأخيرة انكشفت فضيحة جامعية من نوع آخر، تكشف عن الاختراقات الهدامة التي أخذت تنخر جامعاتنا..
ففي شعبة اللغة العربية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تم إنجاز بحث مقدم النيل الماستر، بعنوان (الفكر الخرافي في التراث الإسلامي – صحيح البخاري أنموذجا)، قدمه الطالب المسمى صلاح الدين هدهود إلى أستاذه المشرف، وصاحب المشروع، الدكتور إدريس الذهبي..
وهذا البحث – على تفاهته – يكشف أشكالا جديدة من الاختراقات الهدامة التي تنخر الجامعة المغربية، وسمعتَها ومكانتها الوطنية والدولية:
1- فهو أولا، بحث موجه ضد مقدسات الأمة الإسلامية والشعب المغربي، وضد ثوابت الدولة المغربية، وموجه تحديدا ضد السنة النبوية الصحيحة، مجسدة في أصح مصادرها..
2- البحث خارجٌ نهائيا عن تخصص “شعبة اللغة العربية وآدابها”، ولا صلة له بها. وهذه هي الخرافية الحقيقية؛ أن يخوض باحث في مجال وتخصص يجهله ويجهل مناهجه وقواعده. فموضوع البحث له تخصصه العلمي الدقيق، وله أهله العارفون به. أما السطو الإديولوجي الذي مارسه الباحث وشيخه، فليس من البحث العلمي والتخصص البحثي في شيء. بل أقحم شعبة اللغة العربية فيما لا شأن لها به..
3- ومن الفضائح العلمية والمنهجية لهذا البحث وأصحابه، كونه أصدر حكمه القَبْلي على صحيح البخاري باعتباره له فكرا خرافيا، وذلك منذ عنوانه.. والمفروض في البحث العلمي، والعرف الجامعي، ألا ينطلق من أحكام مسبقة ونوايا ومعلنة قبل البداية في البحث، بل يكون عنوانه محايدا، وسيرُه موضوعيا، إلى أن توصله الأدلة والبراهين إلى النتيجة.
ولكن بما أن البحث لا شأن له بالعلم ولا بالبحث العلمي، فقد اختار له أصحابه عنوانا دعائيا غوغائيا..
والضحية هي الجامعة وسمعتها.