تفضل العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم أمس السبت 20 غشت 2022 بخطاب ملكي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب ، مُنوها بمجهودات السيادية لأفراد شعبه المغاربة المقيمين بدول العالم في الدفاع عن وحدوية المملكة المغربية وعن رموزها السيادية من خلال مواقعهم و مستوياتهم الثقافية وانتماءاتهم السياسية والنخبوية داخل مختلف المنابر الإعلامية الدولية و الوطنية.
جاء هذا الخطاب الملكي مُبرزا أهمية الدور الاستراتيجي والحيوي للمغاربة المقيمين بالخارج بما فيهم اليهود المغاربة ، مكرسًا اولوية النهوض بالمجتمع المغربي على مستويين الاقتصادي والسوسيو السياسي للمملكة ؛ ناهيك عن إشراك أجيال الجالية المغاربة ببناء هوية مغربية ذات ثوابت وطنية مشتركة داخل بلدانهم مُدافعين عن مقدسات المملكة ووحدتها الترابية.
وعليه ، دعا العاهل المغربي كل من المؤسسات العمومية والهيئات الحكومية إلى تبسيط الإجراءات القانونية و المسطرية للجالية التي تهتم ب القطاعات الاستثمارية والاقتصادية و العمل على مواكبة المقاربة التنموية للمملكة التي يسير عليها النهج المغربي في إرساء رسالة التلاحم بين المؤسسة الملكية و الجالية المغربية.
دبلوماسيا ، جدد العاهل المغربي لحظة ثورة الملك والشعب بأولوية قضية الصحراء المغربية باعتبارها جزءً كبير من نجاحات السياسة الخارجية للمملكة في إطار التأكيد على تعدد المواقف الدولية الداعمة لمبادرة مقترح الحكم الذاتي لنزاع الصحراء من دول عدة لها وزنها السياسي و الإقليمي و الدولي ، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية . مؤكدا على ثبات موقفها رغم تغير إدارتها السياسية.
وفي نفس السياق ، أشاد الملك الى توجيه رسائل دبلوماسية واضحة آلى بعض الشركاء التقليديين والجدد للمملكة في حسم مواقفهم تجاه قضية الصحراء المغربية باعتبارها مقياسًا لأدبيات مبدأ الصداقة والشراكة بين الدول ، مُستحضراً في ذلك كل من اسبانيا والمانيا في تغيير موقفهما السيادي .مبرزًا على أن المغرب قد قطع أشواطا مهمة لإثبات شرعية الحكم الذاتي لدول وازنة كإطار قانوني وحيد لحل نزاع الصحراء .
ومن هنا ، يمكن القول بأن المواقف الدولية البناءة و الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي من قبل بعض دول الاتحاد الأوروبي ، منها ألمانيا ، البرتغال ، قبرص ، رومانيا صربيا ، وهنغاريا وغيرها ستواكب مسلسل الاعترافات بمغربية الصحراء كما فعلت دول عربية ، افريقية وأخرى اللاتينية بفتح تمثيليات دبلوماسية وقنصليات لها بكل من الداخلة و العيون .
وختامًا ، خطاب ثورة الملك والشعب جوهرها هو نجاح المقاربة الملكية في اشراك افراد الجالية المغربية في بناء أمة مغربية تدافع عن ثوابت المملكة وعن رموزها الوحدوية و مقدساتها الوطنية.
*أستاذ باحث في العلوم السياسية
من أسرة “كش بريس”