الطفل ريان الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره والذي عاش سنواته القصيرة في مدشر بعيد عن معالم العصر بين جبال إقليم شفشاون، هذا الطفل البريئ قادته الأقدار للسقوط في بئر غير مغطى بجوار بيت أسرته وقامت السلطات المغربية بتعبئة كل الوسائل الممكنة لإنقاذه وشاع الخبر فتحركت العاطفة الإنسانية لدى أوسع فئات الشعب المغربي وامتد التعاطف ليشمل أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي وفي شتى بلدان الغرب وجاءت الدعوات والتمنيات من كل أنحاء العالم من أجل حياة ريان، وبالرغم من الجهود الجبارة التي بذلت لإنقاذه جاء الخبر الصاعقة بأنه فارق الحياة.
ومن خلال التأمل في هذه الواقعة الحزينة يتبادر إلى ذهننا سؤال عريض كم من ريان يوجد في المغرب وفي غيره من البلدان العربية وغيرها وأي ظروف يعيش فيها الأطفال بالقرى المهمشة وبأحزمة الفقر المحيطة بشتى المدن؟ وأي جهود وأي طاقات ينبغي تعبئتها لتمكين البراعم الصغيرة من العيش في أمان وكرامة؟؟
لقد شاء قدر الله أن يغادر الطفل المغربي الصغير ريان الحياة، لكنه سيظل رمزا متعدد الأبعاد منها على الخصوص قيمة الإنسان وحقوقه الأساسية والمواطنة والتضامن الوطني والقومي والإنساني.
* كاتب باحث رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان سابقا