ذ. محمد الحراق
التفاؤل ، المزاج الجيد ، الفرح من أجل الحياة يجب أن تهيء لك الحالة الروحية بصفة دائمة . إذا النفس مطمئنة والصحة جيدة هذه المشاعر يجب أن تستمر معك خاصة في المراحل الصعبة ـ في أوقات الأزمات ـ ، في الوقت الذي يشكو فيه الناس من قساوة الحياة.
من الضروري في العصر الذي نعيش فيه ، ومن أجل الذات يجب استحضار كل ما يجلب التفاؤل والشجاعة . يجب أن تقول مع نفسك هل لا أستطيع التصرف ضد الظروف الطارئة، يمكن أن تقوم بالإجتهاد على ذاتك شيئا ما.
ولكن كيف تكون متفائلا، قل لي متى تكون مريضا؟
حسنا! بالضبط، لتحصل على التفاؤل، بالصورة التي نسمع بها ، هي الوصول إلى حالة الروح الإيجابية ، مستعدة دائما للصمود، ولاستقبال الأحداث المؤلمة بعزم ليتخلص من اكبر قدر منها . قد لا تستطيعون الحصول على حالة روحية ما بدون جهد. ولكنكم تعلمون جيدا أنه بالإرادة والصبر والطاقة، تستطيعون الوصول لكل شيء.
تعلمون القوة التي تكون في التعود . في جوهر كل دأب يوجد تصرف للإرادة الواعية. إذن ومن أجل سعادتك الخاصة يجب تغيير الإرادة السيئة بإرادة حسنة بداخلك.
المتشائم الذي ما زال لم يفقد كل قدراته يمكن إذن أن يصل إلى التفاؤل عن طريق قدرة التعود، وابتكار أسلوب للعيش يتحول إلى عادة حسنة. لقد كان يرى الأشياء والناس والأحداث بعين حزينة. سيتقيد الآن ليراهم بصفاء وتفاهم أكبر ، ليكتشف فيهم الجينات المبدعة التي يحملونها. يجب عليه في البداية أن يقوم بمجهود كبير ، ولكن كل واحد يعرف أنه لا تبدع بدون طاقة.
اطلبوا من كل من ألف كتابا في أي ميدان كان ـ الفنون، الآداب ، العلوم ، الصناعة، التجارة ـ اطلبوا منهم كيف استطاعوا انجاز ذلك: الجهد المتواصل ، الدائم ، العنيد واليومي هو عملهم الأصيل. أجمل تأليف يمكن أن نطلبه من الإنسان، هو بذل الجهد من أجل إنجاز ابداعه الخاص ، أن يتحول إلى قوة ، أن يعبر عن حقيقة ذاته.
من أجل هذا فمن الضروري إسكات الميولات السلبية بداخلك: التكاسل ، الحزن ، الغيرة ، الحسد ، الغضب ، الحقد ، الشك ، القلق ، الخوف . يجب تنظيف الميدان من هذه الأعشاب الضارة لكي لا تحصد إلا الحبات الجيدة.
إن فضيلة التفاؤل هو العمل باستمرار بهذه الواقعية الإيجابية . يحمل معه الإعتقاد، والثقة ،الأمل ، يعني ذلك ، الفرح ،الحيوية ، الحماس . الإعتقاد يدفعه إلى عشق كل جميل ، معقول وكبير ، من أجل كل مرغوب فيه ، إنه يوقظ فيك الطاقة الإيجابية ويريك العالم بوضوح لم تتصوره أبدا هكذا.
احرس دائما على أن لا تكون نفسيتك متذبذبة بين الشك والأسف والقلق. إنهم الأعداء الحقيقيون لراحتك. الأسف محبط وعقيم. القلق يشلل جهودك. إنها أحاسيس معوقة يجب قتلها. يجب أن تسير دائما إلى الأمام ، اربط نفسيتك في اتجاه الطاقة الشاملة، كبر بداخلك يوميا إرادتك للتحرك. المعركة إذن يومية ومستمرة.
في كل صباح يجب على الإنسان أن يستيقظ مع رصيد جديد من الشجاعة ، بالإستبشار و بمزاج جيد. يجب أن يبدأ بنشاط جديد للمعركة المستمرة، مع القناعة بأن النصر هو نهاية المطاف.
الناس الذين ننصحهم بإعادة التربية على الإرادة وتنظيم حياتهم الجسدية والعقلية، قد يقولون في إحدى المرات:”سيكون جيدا أن أبقى لأعيش”! حسنا ! لكن هذه الحسرة غير مبررة ، لأنه الذي يبقى ليعيش يبقى أيضا ليموت .الإنسان الذي لا يحارب من أجل الحياة يترك ليجتاحه المرض والعاهات.
تأليف : الدكتور فكثور بوشي
ترجمة : محمد الحراق