دافع يونس امجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، عن أهمية تدخل الدولة والسلطات العمومية لتنظيم مهنة الصحافة في المغرب. وأكد امجاهد في مداخلة له بالمؤتمر الدولي حول “التحول الرقمي بين التقنين والتنافسية” الذي نظمه مجلس المنافسة بمراكش أمس الأربعاء، على أن هناك فوضى كبيرة تطبع مجال الصحافة، مطالبا ب “إنهاء حالة التسيب وإنقاذ المقاولات الصحافية الوطنية الرزينة”.
وأبرز ذات المتحدث، أن 500 مقاولة إعلامية تنشط في مجال الصحافة الإلكترونية على وجه الخصوص، وأن 50 في المائة منها مملوكة لشخص واحد، متسائلا بتعجب: “هل تنتج معلومات دقيقة”؟ واستطرد بالقول: “لا يمكن أن نتفاوض مع أي جهة ما دام بيتنا الداخلي غير منظم”، معترفا صراحة ب” صعوبة إحداث أي تغيير جذري في ظل البنية الحالية، على اعتبار أن الأغلبية الساحقة من المقاولات هي صغيرة أو متوسطة، كما أن المحيط الاقتصادي العام الذي تشتغل في ظله لم يتطور وما زال تقليديا”.
ولم يفت امجاهد الفرصة دون الدعوة إلى ”تكوين الفاعلين في مجال الصحافة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هناك 100 مدرسة للتكوين في هذا المجال؛ لكن هل هناك أساتذة يستطيعون تكوين الصحافيين وفقا للمعايير المتعارف عليا”، معتبرا أن قطاع الصحافة ما زالت تحكمه قوانين قديمة تعود إلى القرن العشرين، رافضا الحديث عن المؤثرين؛ لأنه يوجد هناك خيار آخر هو تطوير الصحافة وتجويد ظروف عمل الصحافيين.
من جهتها قالت فاطمة الزهراء الورياغلي، مستشارة وعضو المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، “أننا أصبحنا اليوم أمام صحافة المعلومات وليس صحافة تقليدية تهتم بالخبر فقط”، وأن “التحول الرقمي يجب أن لا يفرغ الصحافي من وظائفه وأدواره داخل المجتمعات”.
وأشارت الورياغلي في ذات السياق أن من سلبيات الرقمنة ظهور المؤثرين الذين ينتجون محتوى رقميا، محددة على وجه الخصوص، “أننا أصبحنا نعيش في الصورة؛ فالمؤثرون حاضرون لأنهم يشاركون الصور “. بيد أن الجهاز الحكومي الرسمي، المتمثل في السيد مصطفى امدجار، مدير الإعلام والاتصال في وزارة الثقافة والشباب والاتصال، ارتأى أن الوزارة تعمل على إعداد خارطة طريق لتطوير العمل الصحافي بمشاركة المهنيين والأطراف المعنية، وأن تدخل الدولة يرتقي لانتظارات حاسمة في المستقبل، مع العلم، يضيف أمدجار، أن 200 مقاولة من المقاولات العاملة في قطاع الإعلام استفادت من الدعم العمومي، وأن تمة حوار مع المتدخلين للوصول إلى نتائج أفضل، مع الرهان على جودة المنتوج الإعلامي وتحقيق أدواره في صلب التنمية المنشودة.