ـ أُهدي هذا النجاح الذي بلغت، والإنجار الذي حقَّقت، إلى أرواح شهداء شعبي في غزّة الأبيَّ ـ
(كش بريس/خاص) ـ نشرت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، نص الرسالة التي توصلت بها من الروائي المصري السجن في ريمون الإسرائيلي باسم خندقجي، بعد توصله بخبر بلوغ روايته “قناع بلون السماء” الصادرة عن دار النشر الآداب، القائمة القصيرة وقبل الإعلان حتى عن الفائز بالجائزة.
وهذا نصّ الرسالة :
السيِّدات والسَّادة، القيِّمون على الجائزة العالميَّة للرواية العربيَّة (البوكر)، وأعضاء لجنة تحكيمها، الزملاء الكُتَّاب الأعزَّاء، الحضور الكريم، تحيَّة طيِّبة.
أبعث إليكم بهذه التحيَّة عبر قُصاصة ورقٍ تمَّ تهريبها من أعماق سجون الاحتلال الإسرائيليّ، في الوقت الذي يستمرُّ فيه جيش الاحتلال بشنِّ حربه على أهلنا في قطاع غزّة للشهر السابع على التوالي، مُخلِّفاً عشرات آلاف الشهداء، ومئات آلاف الجرحى، ودماراً شاملاً في الأحياء المدنيَّة والمستشفيات ودور العبادة…
لا أعلم بصراحةٍ ما الذي يجب عليَّ كتابته إليكم في لحظة الإرباك والتوتّر هذه، فأنا أكتب في الخفاء خشيةً من أعين السجَّانين، بعد أن تمّت معاقبتي ومصادرة كتبي وأوراقي وأقلامي من قبل إدارة السجون الإسرائيليّة، بعد علمها بأمر ترشُّح روايتي إلى جائزتكم الموقَّرة، إلَّا أنَّني مرتاحٌ رغم ذلك، لأنَّهم وإن تشدَّدوا في عقوبات السَّجن ومصادرة الحريَّة، فلن يستطيعوا أبداً مصادرة أحلامي وأبطال رواياتي وطموحات شعبي الفلسطيني الصامد في غزّة وخارجها، والساعي إلى التحرُّر والسلام.
الحضور الكريم…
أؤكِّد أنَّني في أوجّ الاعتزاز والفخر لوصول روايتي “قناع بلون السماء” الصادرة عن أعرق دار نشر عربية، دار الآداب، إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيَّة، هذه الجائزة التي استطاعت أن تضع نفسها خلال سنوات قليلة في قمّة الجوائز الأدبيَّة العربيَّة، وأنا أشعر الآن بأنَّني أصبحت أحد أبطال روايتي هذه، التي تسعى إلى تثبيت السرديَّة الفلسطينيَّة الأصليَّة وترميم التهشيم اللاحق بها، لكي تأخذ مكانها في مواجهة السرديَّة الصهيونيَّة المختَلَقة السائدة.
أُهدي هذا النجاح الذي بلغت، والإنجار الذي حقَّقت، إلى أرواح شهداء شعبي في غزّة الأبيَّة، وإلى أسرتي البهيَّة، خاصَّةً أمّي وأخي يوسف، عرَّاب كلماتي، الذي يشرِّفُني بتمثيله لي بين حضراتكم في حفلكم الكريم.
حظّاً طيِّباً للزميلات والزملاء المرشحَّين، وإلى اللقاء القريب بكم جميعاً إن شاء الله، على أمل أن يكون هذا اللقاء على أرض فلسطين المحرَّرة.
الأسير المُقبل إلى الحريَّة باسم خندقجي.
مُعتقل ريمون