أضحى سائق طاكسي شهيرا بين نساء أهل مراكش، بسبب مسرحياته التمثيلية الحزينة التي يبدعها أمام ضحاياه ممن وقع تحت طائلة نقله عبر عربته الأجرية.
حكايا عديدة انتشرت بين نساء المدينة الحمراء، وامتدت في الغرف والمجموعات الإلكترونية المغلقة، تحكي عن رجل خمسيني، يتقن فن البكاء بألم، ويحاكي ممثلين كبارا في الدراما الحزينة، ليدخل القلوب بدون استئذان، ويمتد إلى منطقة العواطف والضرب على الأوثار الحساسة.
وحكت سيدات، فضلن عدم ذكر أسمائهن، ل”كش بريس”، كيف ينصب سائق الطاكسي ذاك، ويحتال على زبائنه اللائي ينقلنهن، وذلك بالتفنن في صناعة قصص مأساوية، مرة عن إصابة (ابنته بالسرطان)، وأخرى عن إصابة (زوجته بكسور في الظهر والعمود الفقري)، وثالثة بدخول ابنه المستشفى بعد إصابته بجروح خطيرة جراء سرقته من قبل عصابة إجرامية، أدخلته (المستعجلات)، وأخرى بشلل زوجته واحتياجها لعملية جراحية مكلفة جدا … إلخ.
حكايات عديدة تناقلتها النساء بينهن، مؤكدات نصب الخميسي عليهن بطرقه الاحتيالية الكثيرة، واضطرارهن للتبرع بما قل أو كثر من المال القليل، تضامنا معه ودعما لأسرته الهشة.
لكن العجيب الغريب، أن الحكايات إياها وصلت لمحيطه المهني صدفة. فقد تسرب الشك لإحدى السيدات، وقررت هي وزوجها البحث عن السائق الكذاب، الذي كشف أمره وصار أمثولة على لسان أهل صنعته، منبهين كل من يقع في شراكه، أن يتجاوز عن ألاعيبه وأن يحذر من نسج حكاياه الخيالية، فقد أعذر من أنذر؟