يشهد الشارع العام غليانا مستمرا من طرف مئات المواطنين ممن يعتبرون أنفسهم من ضحايا الامتداد بتامنصورت، حيث أصبحت احتجاجاتهم تنتشر أخبارها يوميا بين الناس كانتشار النار في الهشيم، شاجبين مستنكرين التأخير والتسويف الذي طال أشغال تجهيز أراضي المنطقة الشمالية المكونة لامتداد المدينة الجديدة تامنصورت، حيث أنهم بعدما استبشروا خيرا بانطلاق أشغال تجهيز أراضي هذا الامتداد بقنوات التطهير السائل ” الواد الحار”، فوجئوا مؤخرا بتوقف أشغالها، ليستأنف استمرار انتظارهم الذي تجاوز أكثر من عقد من الزمن، منذ حصولهم على بقع سكنية بهذا الامتداد، عقب ترحيلهم من الفنادق القديمة و التجمعات السكنية بهوامش مراكش، أو عن طريق شرائها من المعوضين أصحاب الأراضي الفلاحية المحيطة بمدينة تامنصورت، وقد أحس أغلبهم بعد تدقيق البحث في الموضوع أنهم سقطوا ضحايا داخل شرك نتيجة سوء تطبيق إجراءات مسطرية حملوا مسؤولياتها بالدرجة الأولى إلى وكالة شركة العمران بتامنصورت، حيث كانت تعتمد هذه الأخيرة في البداية أثناء تعاملها مع هؤلاء الضحايا، بتشجيهم من أجل الحصول على بقع سكنية بهذا الامتداد، مسلمة لهم قرارا مذيلا بتوقيع المدير العام لهذه الشركة، مستندا فيه على المرسوم رقم 130-08-2 الصادر في 27 من ربيع الأول 1429 الموافق لـ 4 أبريل 2008، الإذن لشركة ” تهيئة العمران القابضة ” في إحداث شركة تابعة تسمى ” تهيئة العمران تامنصورت “، كما استند إلى عدد من القوانين وأيضا إلى ما أسفر عليه الاجتماع المنعقد بتاريخ 06 فبراير 2008 بمقر ولاية مراكش، بخصوص تعويض مستغلي الأراضي المكونة لامتداد المدينة الجديدة تامنصورت، على أساس أن وثيقة ” القرار ” التي يتم سحبها أنذاك من شركة العمران بتامنصورت، تخول للمعني بالأمر القيام بعمليتي التسجيل والتحفيظ بالمحافظة العقارية بسيدي يوسف بن علي بمراكش، لكن كم كانت الصدمة جد قوية على الكثير من الناس، حين تم رفض تحفيظ البقع السكنية في اسمائهم من طرف موظفي المحافظة، بدعوى أن البقعة تحمل اسم بائعها أو المتنازل عليها، الذي لايمكن حسب إجابات العاملين بوكالة المحافظة في هذه الحالة إلا تحفيظها في اسم مالكها الأصلي، بعد ذلك يمكن إعادة تحفيظها في اسم المشتري أو المحصل عليها بعد تنازل موثق من صاحبها طبقا للمنصوص عليه قانونا، هنا بدأت رحلة ماراطونية بالنسبة للكثير من هؤلاء الضحايا، حيث أن هناك من لم يعثر على أثر لبائع البقعة الأرضية، وحتى من تمكن من العثور عليه، حينما طلب منه القيام بهذه العملية، أخذ يساومه في أن يزيده مبالغ مالية إضافية تفوق طاقة المشتري تقدر بملايين السنتيمات، وهكذا كما يقول المثل : ( وقفت البيضة في الطاس )، كما أن شركة العمران بتامنصورت غيرت من أسلوب تعاملها مع هذا النوع من الزبناء، حيث لم تعد تسلم أي وثيقة لأي منهم، خصوصا بعدما علمت أن مسؤولين من المصالح المركزية الممثلة لعدد من الوزارات، قد صادقوا على تصميم التهيئة الخاص بالمساحات غير المبنية في الخلاء بتامنصورت، خلال اجتماع تم عقده مؤخرا بمدينة الرباط، حيث تضمن هذا التصميم جزء مهما من أراضي امتداد المنطقة الشمالية، حيث شمل أراضي اشترتها شركة خليجية تسمى ” سما دبي “، تبلغ مساحتها مائة وثلاثة ( 103 ) هكتار، قصد إنجاز مشروع عقاري ضخم يمتد إلى ما بعد مدخل الطريق السيار على مشارف تامنصورت.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضا
Close