‏آخر المستجداتلحظة تفكير

شيخ المجاهدين مولاي عبد السلام الجبلي يكتب عن عبد الله إبراهيم

ـ سلسلة مقالات خاصة بموقعنا كش بريس ـ

في سنة 1937، وكان عمري 9 سنوات عندما طلب والدي – م العربي الادريسي- من العائلة بمن فيهم الصغار . الانتقال الى فوقي المنزل . وبالفعل انتقلنا الى الأعلى اذ تم تهيء سفلى المنزل بالأفرشة والكراسي و الزرابي للحدث الذي سيقع في المساء. كان اللقاء حاشدا في المساء. إذ حضر مئات الأشخاص. ولم يكتفي والدي بمنزلنا بل التمس من الجيران خاصة من م احمد المريني وشقيقه م على المريني تهيء منزلهما لاستقبال الذين ضاق بهم منزلنا فاستجابا ولأول رأيت -البوق- أو المكروفون الكلاسيكي . إذ تم ربطه بمنازل الجيران ليسمع من لم يكن حاضرا بمنزلنا و لم يعمل هذا الميكروفون لسبب ما. و توالى الحضور عندما وصل أخيرا عبد الله إبراهيم رفقة أعضاء الحركة الوطنية –الذين تعرفت عليهم و على صفتهم فيما بعد– وكان ضمنهم امحمد الملاخ وعبد القادر حسن وغيرهم وكلهم كانوا يعتمرون الجلابيب . وأخد الكلمة عبد الله إبراهيم وبدأت التصفيقات وسرني ذلك رغم أنني لم أفقه هدف الخطاب باستثناء آيات القرآن الكريم الذي عزز بها خطابه اذ كنت أحفظ القرآن الكريم  منذ صغري وبعد انتهاء الحفل وخروج الجماهير تبعت عبد الله إبراهيم ورفاقه  بعيدا عن المنزل والدرب الدي كنا نسكنه وهو درب سيدي أحمد بناصر بقاعة بناهيض وكان رقم منزلنا 2 . هو المنزل الذي سكنه العالم الرياضي و الفلكي الشهير أبو البناء العددي المتوفى في 1321م زعموا أنه دفن في نفس المنزل اذ هناك قوس= “غرفة صغيرة” يوجد بها قبر و كانت تنار بالشموع .

فيما بعد عرفت كما عرف الجميع أن الاجتماع  كان تهييئا للتظاهرة ضد زيارة نائب كاتب الدولة في الاشغال  العمومية بول رمادي للمغرب و كان عضوا في الحكومة الشعبية الفرنسية لمعاينة التقدم الاقتصادي و الاجتماعي الذي حققته معاهدة الحماية الفرنسية 1912 للمغرب لكن الوطنين المغاربة بقيادة الراحل عبد الله إبراهيم اظهروا  العكس تماما من خلال تجميع البؤساء و المرضى و المعتوهين في قيسارية الدلالة و أخرجوهم اثناء مرور بول رمادي مع أعوان الباشا الكلاوي والذي كان للصدفة في زيارة لفرنسا آنئذ، و هذا الاجتماع كان محل اهتمام العميد روكسي رئيس جهاز الامن الفرنسي بمراكش من خلال تقريره الذي يوجد بالأرشيف الفرنسي بمدينة نانت و الذي أوضح فيه العميد أهمية الاجتماع والمناشر التي وزعت والكلمات التي القيت خاصة كلمة الراحل عبد الله إبراهيم.

بعد هذا الاجتماع حضرت السلطات الاستعمارية في الصباح مع أعوان الباشا الكلاوي و أغلقت المنزل “بالفتقيات” وطردت العائلة وتم نقلي مع الصغار الى منزل جدي لأمي،  بعد سنوات خاصة خلال 1944 ولتهيء وثيقة الاستقلال في 11 يناير  كنت قد انخرطت في احدى خلايا حزب الاستقلال وأديت اليمين على يد الراحل عبد القادر حسن .تعرفت الى عبد الله ابراهيم عن قرب خصوصا خلال اجتماعات الحركة الوطنية في منزله العائلي بالمواسين درب الحمام حيث ولد علما أن والد الاستاذ عبد الله إبراهيم – م إبراهيم الادريسي- كان صديقا لوالدي وكانا يتعاملان في جلود الابقار و للتذكير فقد ربطتني علاقة صداقة مع الزاكي نجل عبد الله إبراهيم من زواجه الأول كما توفيت له –أي عبد الله إبراهيم- ابنة عمرها سنتين هي زينب التي جاءت وفاتها إثر هجمة البوليس الفرنسي على المنزل في 1936.

وكان أهم العروض التي نتعطش لسماعها في الاربعينات من المرحوم عبد الله إبراهيم أثناء ذه اللقاءات و الذي تميز بالمعرفة العالمة و قدرته على الخطابة  وتوصيل المعلومة بصدق ودقة وبلاغة فضلا عن معلومات وتاريخ لم نكن على بينة منه لقد كان عبد الله إبراهيم أهم شخصية في تلك المرحلة وكان متوثبا مبدعا وصادقا كعادته دائما ومناضلا ومحترما من جميع أعضاء الحركة الوطنية  والجماهير فضلا عن ذلك فقد كان خريج جامعة ابن يوسف وحصل على العالمية و فيما بعد درس اللغة الفرنسية ،و حتى شيء من الإنجليزية التي كان يذهب حتى مدينة الجديدة أسبوعيا لتعلمها لكون والده كان يخشى أن يتعلم لغة «الكفار» كما كان يشاع عن اللغات الأجنبية فقد كان الراحل مثقفا عضويا وموسوعيا . وقد كان لا ينفك عن التعلم .الا ان المرحلة الأهم في علاقتي –و باقي الاخوة- بالأستاذ عبد الله إبراهيم ستكون بعد 1949 ففي 1945 غادر عبد الله إبراهيم المغرب إلى فرنسا للدراسة في جامعة باريس، وبالمناسبة فإن الأخ عبد الله إبراهيم كان من موقعي عريضة الاستقلال في 11 يناير 1944 وعضوا في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وتولى رئاسة جريدة العلم لكن خطته لتطوير هذه الجريدة لم يقبل بها بعض أعضاء اللجنة  و حدثت معارضة قوية من طرف اللجنة و سرعان ما تخلى عن المنصب. وفي تلك السنة 1949  بعد العودة من فرنسا أسس عبد الله إبراهيم اللجنة السياسية بمراكش و تفرعت عنها لجان رياضية وثقافية واجتماعية كما قام بتنظيم الحرف وكان عددها يتجاوز الخمسين ووضع لها تنظيما محكما كما خطط لها مطالب وكانت من أهم الحركات التنظيمية للحرف التي كانت تعتبر الطبقة العاملة آنئذ .

كان من أهم الملاحظات التي أشار علينا بها الراحل بعد عودته من فرنسا احياء الحركة الوطنية في بعض الاحياء بمدينة مراكش التي تعاني من هشاشة تنظيمية و منها تكليفي بالانتقال إلى حي القصبة والذي انعدمت في الحركة لكونه تحت السيطرة المباشرة لأخ الباشا وهو حسي الكلاوي وهناك كان لقائي المتميز والتاريخي بالشهيد محمد البقال –اعدم في 1954- الذي كان شبه وحيد في هذا الحي من الوطنيين و فيما بعد أسست رفقته خلايا المقاومة وذلك في غشت 1953.

وقد تطورت علاقاتي مع باقي الاخوة بالراحل عبد الله إبراهيم بعد زيارة ، وفد أمريكا اللاتينية في 1951 كانت الأمم المتحدة قد كلفت هذا الوفد المحايد لزيارة المغرب و رفع تقريره عن الوضع وزارت المدن المغربية وضمنها مراكش ونزل الوفد في فندق يسمى المنارة بشارع اليرموك و كنا هيأنا مظاهرة سرية و اخفينا المتظاهرين في عرصة مولاي عبد السلام وبناكوال و عد أن  التقى الوفد بعناصر من حزب الاستقلال برئاسة عبد الله إبراهيم و عضوية امحمد الملاخ وعبد القادر حسن و م احمد المنجرة و محمد البقال و احمد الشهيدي و الحبيب محي والسعيد و لحسن تيزكن وبوشعيب البيضاوي وعمر البيضاوي وعبد السلام الجبلي وآخرون والذين رفعوا للوفد عريضة تتهم فرنسا بالاستغلال .و النهب و المطالبة بخروجها من المغرب و من البديهي ان هذا الاجتماع الذي كان في 1951 جاء بعد عريضة الاستقلال في 11 يناير 1944 لذلك تميز بوضوح المطالب و الرؤي وبمظاهرة حاشدة عاينها الوفد اللاتيني .

ستزداد علاقتي رسوخا بالراحل بعد 1952 فقد اغتال الاستعمار الفرنسي في  تونس النقابي فرحات حشاد مما اشعل مظاهرات عنيفة في كامل اقطار المغرب العربي و قام الاستعمار الفرنسي في المغرب باعتقال الوطنيين والذي شاركوا في هذه المظاهرات التي اتسمت بالعنف وكان نصيبنا في مراكش اعتقال 55 فردا من الحركة الوطنية وتم نفيهم جميعا:

-21 تم نفيهم الى ورززات.

-10 تم نفيهم الى تزناقت .

-الباقي نفو الى امينتانوت.

وكان حظي –اذا كان للسجن حظ- أن كنت مع 10 الذين نفو الى تزناقت مع عبد الله إبراهيم و عبد القادر حسن والحسين الورزازي و المهدي العاصمي و م أحمد المنجرة وعبد النبي بلعادل وعمر البيضاوي وأحمد الوطني وعزالدين القادري قد حكم علينا بالأشغال الشاقة أيضا و عندما وصلنا الى تزناقت نشب خلاف بين ال 10 هل نشتغل خارج السجن ام نرفض وهو رأي الأغلبية إلا ان عبد الله إبراهيم أقنعنا بوجوب الخروج والاشتغال مما يشكل تنفيسا لنا بدل الجلوس في الغرف وهكذا سطر لنا عبد الله إبراهيم برنامجا ثقافيا في المساءات كان هو المحاضر شبه الدائم له . وتميزت عروضه حول ماهية الفلسفة ودروس في التاريخ والعلوم السياسية و العلاقات الدولية وشخصيات دولية مثل : أحمد سوكارنوو هوشي منه ومحمد على جناح وجواهر لال نهرو وغاندي وكانت هذه الثلاثة أشهر وبضعة أيام قد أفادتنا وهيأتنا تعليميا ونفسيا للمرحلة المقبلة في تاريخ المغرب لم نضيع خلالها وقتا دون أن نستفيد ونتعلم و الفضل يرجع الى الراحل عبد الله إبراهيم ولم نشعر خلالها رغم عذابات السجن و النفي العائلي بأي ألم اذ كان الراحل يخفف عنا ذلك من خلال محاضراته الالمعية فضلا عن الجو الاخوي و الضحكات الدي كان ينفثها الحسين الورزازي و قصائد عبد القادر حسن . وكنت طباخ الجماعة وأصغرهم سنا والمستفيد الأول من هذا السجن كما أعتقد بحكم حداثة سني.

بعد إطلاق سراحنا تسارعت الاحداث التي انتهت كما هو معلوم بنفي السلطان محمد الخامس 1927-1961 وانتشار المقاومة المسلحة ثم إنشاء جيش التحرير . وموافقات اكس ليبان و اعلان الاستقلال في 2 مارس 1956 بعد عودة الملك الراحل محمد الخامس .و تم تعيين أحد القياد القدامى في منصب رئيس الحكومة هو مبارك لهبيل البكاي و سمعنا أن عبد الله إبراهيم سيكون عضوا في هذه الحكومة و سافرنا أنا وصديقي الراحل عبد النبي بلعادل -توفي في 1962- إلى الدار البيضاء و اتصلنا بالأخ عبد الله إبراهيم لثنيه عن المشاركة في الحكومة وصرف اهتمامه إلى تنظيم الحزب إلا أن الراحل تولى حقيبة كاتب الدولة في الأنباء وبعد ذلك وزارة التشغيل في النسخة الثانية من حكومة مبارك البكاي.

وبعد هذه الحكومة ترأس الحكومة الثالثة المرحوم احمد بلافريج –توفي 1990- بعد 10 أشهر استقالت وتم تكليف عبد الله إبراهيم كرئيس للحكومة في دجنبر 1958 وظهرت الخلافات داخل النخبة الضيقة في الحزب خاصة الإخوة المهدي بن بركة والمحجوب الصديق وعبد الرحيم بوعبيد و بد السلام الجبلي وغيرهم الذي عارض بعضهم تولي المسؤولية باعتبار أن الامر يتعلق بمنزلق إلا أن الأغلبية كانت مع تحمل المسؤولية حتى لا يعين السلطان محمد الخامس حكومة أمنية وعسكرية أو شبه عسكرية نظرا للمشاكل التى كانت تواجهها البلاد كبقايا حركة عدي اوبيهي وحرب الريف فضلا عن المشاكل الاجتماعية، ومن تم  أيدنا تشكيل الحكومة للأسباب الموضوعية المشار اليها .

كانت حكومة عبد الله إبراهيم كما اشتهرت أهم وأقوى حكومة في تاريخ المغرب. وقد ظهرت قدرات الراحل وأفكاره اللامعة خلال ال 18 شهر التي ترأس فيها هذه الحكومة التي وضعت المغرب على سكة التقدم والبناء الاقتصادي والاجتماعي رغم الصراع والمعارضة العنيفة التي واجهتها سواء من عناصر الديوان الملكي أو الأحزاب الإدارية التي أنشئت. وحتى من حزب الاستقلال الذي أنشا جريدة خاصة تدعى الأيام بدأت مع الحكومة وانتهت معها ولم تكتفي بالمعارضة اللامسؤولة بل حتى السباب الرخيص. لكن  هذا لم يثني الراحل عن عمله وبرنامجهّ، فقد تم جمع ذوي النيات الحسنة والأطر لوضع التصميم الخماسي كما وضعت الحكومة لنفسها برنامجا هم المنجزات الأساسية في الميدان الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين وتأسيس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وقانون الحريات العامة وجلاء القواعد والقوات الأجنبية وضع برنامج زراعي في منطقة الريف لزراعة الشاي وتهييء مناجم الحديد بالناظور لإنشاء مركب صناعي متكامل لتصنيع الجرارات الأدوات الحديدية ذات المنفعة الوطنية، وتأسيس لاسامير وصوماكا وقد تبنى الملك الراحل محمد الخامس البرنامج كما أكد تبنيه للمخطط الخماسي. وقد وجدت الحكومة تأييدا جارفا من الجماهير والقوى الحية خاصة المقاومة وجيش التحرير والاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي تأسس في 1959 أي في عز البناء الوطني لهذه الحكومة بقي أن أشير إلى أن عبد الله إبراهيم هو قائد هذه المرحلة بامتياز ولا بأس أن أشير أيضا إلى أزمة أمنية عرفتها هذه الحكومة مع جهاز الامن . ذلك أن تشي غيفارا وزير الصحة الكوبي الذي زار المغرب زيارة رسمية وقامت الشرطة بمحاصرة وإحاطة فندق باليما بالرباط الذي نزل فيه بناءا على تعليمات مدير الامن الوطني، وقد ذهب عبد الله إبراهيم بنفسه إلى الفندق وأمر الشرطة بإزالة الحصار واستقبل تشي غيفارا والوفد المرافق له.

أعتقد أن الخلافات التي نشبت في تلك المرحلة حول البرنامج الحكومي لحكومة عبد الله إبراهيم كان ضمنها الملف الأمني والعسكري. إذ كان عبد الله إبراهيم يرى أن الحكومة -أي حكومة- يجب أن تكون كل الأجهزة تحت إشرافها الفعلي بما فيها الامن والجيش. فهي ليست حكومة إدارية بل حكومة كاملة السلطات و قد ظل يؤكد على ذلك حتى وفاته. فالحكومة ليست جهاز تابع بل جهاز يتبع و يضع برنامجه الخاص. وهذه الخلافات أدت إلى إقالة الحكومة في ماي 1960. بقي أن إشير الى واقعة طريفة بالغة الدلالة. فبعد إقالة الحكومة وتولي الملك الراحل محمد الخامس رئاسة الحكومة الخامسة وتعيين الملك الراحل الحسن الثاني نائبا له و أثناء تسليم المهام حضر المرحوم الحسن الثاني لتسلم المهام وتساءل عن المبلغ السرى الذي يوضع رهن إشارة رئيس للحكومة، ولا يسأل عنه و كان مبلغا ضخما ملياري فرنك، ووجده كاملا لم يمس منه ولو فرنك أو درهما، رغم أنه خارج الميزانية والمحاسبة.

كنت غادرت المغرب فور إقالة حكومة عبد الله إبراهيم في 1961 بعد حملة الاعتقالات وتنقلت بين عدة بلدان ثم كان استقراري بفرنسا وباريس تحديدا. عندما أنشأت مطعم طاجين وكان الراحل عبد الله إبراهيم يزورني خلال إقامته بباريس. و قد التقاني مدريد، و بالتالي لم تنقطع علاقتي به . وكنت أتابع الصراع داخل الاتحاد  الوطني للقوات الشعبية حول الاتحاد المغربي للشغل وهموم أخرى. و بعد اعتقال الأخ المحجوب بن الصديق – توفي في 2010 – في1967 اجتمع الاخوة و انتخبوا مكتبا سياسيا بعضوية الاخوة عبد الرحيم بوعبيد و عبد الله إبراهيم و محمد الفشتالي. لكن لم يفلح ذلك في تجاوز الخلافات، فتم إنشاء مكتب الرباط بقيادة الأخ عبد الرحيم بوعبيد ومكتب الدار البيضاء بقيادة الأخ عبد الله إبراهيم. وجاءت بيانات 30 يوليوز  1972 لجناح الرباط والمحاولة الانقلابية في 16 غشت 1972 وأعلن الاتحاد الوطني مؤتمره في 1974 ، كما أعلن الاتحاد الاشتراكي مؤتمره في 1975 . وهكذا تفرق الرفاق الذين عانوا من وباء الانشقاقات التي عرفتها الحركة الوطنية في 1958 وتطورت إلى الأسوأ بعد 1972.

بعد عودتي إلى المغرب من المنفي في 1979، ورغم أني لم أنتم تنظيميا لأي حزب إلا أن علاقتي بالراحل عبد الله إبراهيم تجددت وبشكل أقوى. وقد حضرت اجتماعاته ومحاضراته مع زيارات متبادلة .كان الموقف الذي اتخذه عبد الله إبراهيم وحزبه هو عدم المشاركة في الانتخابات إلا بتهييء الظروف الموضوعية والذاتية ورفع مستوى الجماهير والإدارة وذلك بوضع برنامج حكومي لمدة 4 سنوات أو خمس سنوات بعدها يمكن الدخول للانتخابات. بينما وافق عبد الرحيم بوعبيد وحزبه على المشاركة في الانتخابات، وانتهت الأمور إلى ما يعرفه الجميع.

إن المراحل التي عاشها عبد الله إبراهيم –توفي في 2005- كشاب وكمسؤول حكومي ومسؤول حزبي وشيخ شكل احد العلامات البارزة في تاريخ المغرب الحديث و لم يكن عبد الله إبراهيم مناضلا ومسؤولا حكوميا فحسب. بل كان مفكرا موسوعي المعرفة وأستاذا للعلاقات الدولية. وقد وضع عدة كتب : “صمود وسط الاعصار”، “أوراق  من ساحة النضال”، “بالذكاء و قوة الكلمة” ، “””ابن رشد، الحزب والنقابة” ، أمام قضية الصحراء وغيرها، بالإضافة إلى كونه هو الذي وضع التقرير المذهبي للحزب في 1962. وبعد الانشقاق وضع التقريرين في 1974 و 1983 ومئات الافتتاحيات في جريدة الاتحاد الوطني و”مغرب انفورماسيون” وعشرات الكراسات.

رحم الله الفقيد كان منارة ومعلمة من معالم المغرب المعاصر.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button