(كش بريس/ التحرير) ـ يواصل طلبة الطب والصيدلة، تنفيذ مخططهم، برفض مخرجات الحوار مع الحكومة، مستدلين نهج الأخيرة ما وصفوه ب”مبدأ الحوار الصوري” المبني على العرض فقط والوعود الشفوية.
وأعلنت اللجنة الوطنية للطلبة، استمرارهم في المقاطعة المفتوحة. معتبرة في بلاغ توصلنا بنسخة منه، “المبادرة الحكومية الرامية للتوسط في الملف تصحيحا للمسار، وسبيلا لوقف حالة الاحتقان التي تعرفها الكليات العمومية، وهو ما تم تثمينه بتجميد البرنامج النضالي الميداني مرحليا والدعوة لتأجيل امتحانات الدورة الربيعية تفاديا للتصعيد، لكن مخرجات الحوار لم ترق لتطلعات الطلبة، وسرعان ما عادت الوزارة الوصية إلى برمجة تاريخ الامتحانات بشكل انفرادي”.
وقالت اللجنة، أن الجموع العامة للطلبة تفاعلت مع مقترحات الحكومة وكان هناك أمل لحل الأزمة، لكن الطلبة تفاجؤوا بخطوة أحادية أخلت بالالتزامات المشتركة، حيث تمت برمجة الامتحانات مباشرة بعد عيد الأضحى في استغلال صريح لتضارب آراء الطلبة ومحاولة لشق الصف الداخلي. مضيفة أن اجتماعا مع وزراء التعليم العالي والصحة والناطق الرسمي باسم الحكومة، لم ترقى مخرجاته لتطلعات جموع الطلبة، بل فيه تراجع مهول عما تم التأسيس له كأرضية للعمل المشترك، وتأكيد على تشبث الوزارتين بنهج مبدأ الحوار الصوري، متسائلة عن الجدوى من عرض مقترح إن لم تكن النية لتضمينه في محضر اتفاق كتابي.
كما حذر المصدر، من أن سيناريو السنة البيضاء الذي يساقون له سوقا قرار سياسي محض، كلفته على البلاد باهظة لما له من تأثير سلبي على التقدم السليم لمشروع إصلاح المنظومة الصحية المرتكزة أساسا على التكوين الطبي والصيدلي من جهة، وعلى الصحة النفسية ل 25 ألف طالب وذويهم من جهة أخرى.
وعلى ضوء ما ذكر، قرر الطلبة استمرارهم في المقاطعة المفتوحة لكل الأنشطة البيداغوجية بما في ذلك الامتحانات والتداريب الاستشفائية والدروس النظرية والتطبيقية، معبرين عن تشبثهم المطلق بالمكاتب المحلية ومجالس الطلبة القانونية والمشروعة. مشددين على عدم تخليها عن ممثليهم الموقوفين وكذا الطلبة المكررين، واعتبار أن كل الطلبة موقوفون ومكررون ويجمعهم نفس المصير.
هذا وأعلن الطلبة، عن تسطير حملة وطنية تحت شعار “مواجهة السياسات السلبية بالمواطنة “الإيجابية” وذلك عبر المشاركة في حملة وطنية واسعة للتبرع بالدم، ومبادرة لتنظيف الشواطئ والحدائق العمومية، يوم الأربعاء 26 يونيو. علاوة على تسطير برنامج نضالي ميداني مباشرة بعد الامتحانات، وتنظيم حصص دعم عن بعد وطنية يشرف عليها الطلبة كمثال إضافي على روح التآزر والتعاون الطلابي بهدف استدراك الدراسة في ظل اللامبالاة بضياع الزمن الجامعي من طرف باقي المتدخلين، مع تأسيس خليات استماع بمشاركة أطباء نفسيين لتجاوز الضرر النفسي.
كما وأكدوا على أنهم كانوا وما زالوا يمدون اليد لكل العقلاء للعودة للسكة الصحيحة، مع دعوتهم المستمرة لتغليب المصلحة العليا للوطن أولا بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة.