المواقف العدائية لحكام الجارة الشرقية للمغرب والتي ما فتئت تتصاعد يوما بعد يوم لا يمكن تفسيرها إلا في إطار اللا عقلانية بحكم أنهم يهدرون الكثير من الطاقات في مواقف وأعمال وسياسات لا تحقق أي مصلحة لبلدهم ولشعبهم وللمنطقة بوجه عام ولا طائل منها؛ وبقطع النظر عن إرادة الشعبين المتطلعين لاستثمار الموارد المتوفرة في تحقيق العيش الكريم والتنمية والتقدم، وبقطع النظر أيضا عن الروابط التاريخية والبشرية والدينية والثقافية بين الشعبين والبلدين، فإن المنطق وتجارب الأمم تقول بأن التكامل والتعاون يضمن المصالح المشتركة وهم يعملون من أجل الانقسام والتنافر، والمنطق يقول بأن في الوحدة قوة وهم يسعون في التشتيت والتفتيت، والمنطق يقول بأن التصعيد العدائي ينذر بأوخم العواقب على البلدين وعلى المنطقة وهم يسيرون بخطى عمياء في إشعال فتيل العداء.
وإذا كان انعدام الرشد لدى الحكام الذين لا يأخذون بعين الاعتبار ما يقوله الواقع والمنطق فإن ما يقوم به البعض، عن قصد أو غير قصد، بنشر العداء بين الشعبين والانسياق وراء خطوات فاقدة لبوصلة الرشد تعد من الخطورة بمكان ليس على أحد البلدين الجارين والشقيقين وإنما عليهما معا وعلى كلا الشعبين وعلى المنطقة برمتها.