عنوان لرواية في ثلاثة أجزاء للروائي الياباني ” توشيكازو كواغوشي” ، ترجم منها لحد الآن الجزء الأول( قبل أن تبرد القهوة)، والجزء الثاني( حكايات من المقهى)، بينما الجزء الثالث ‘(أمام التذكر) لم يترجم بعد.تقوم النواة المركزية للعمل على فكرة السفر عبر الزمن، في أقصر مدة تتحدد في الوقت الذي سيبرد فيه فنجان القهوة، في مقهى يقع بزقاق خلفي صغير بطوكيو،إضافة إلى فضائه الغرائبي، إذ لاتوجد به نوافذ مما لايسمح بتبين الوقت، تزينه ثلاث ساعات، كل واحدة تشير إلى توقيت مختلف، وقد خصص كرسي محدد لهذه المهمة، كما يقدم إلى زبنائه قهوة مخمرة، مع هذه الخدمة الفريدة التي تقوم على أربعة شروط:
– لايمكن مقابلة سوى الأشخاص الذين سبق لهم أن زاروا المقهى.
– لايمكن أن يؤثر السفر عبر الزمن على الوضع في الوقت الحالي.
– لايمكن إجبار من يجلس على الكرسي على تركه، فعندما ينهض الجالس يمكن لأي شخص يريد السفر أن يجلس مكانه.
– يبدأ السفر عبر الزمن بمجرد سكب القهوة وينتهي بمجرد أن تبرد.
في الجزء الأول، انخرطت في العملية، أربع شخصيات، عاشقان، امرأة تركت عشيقها يسافر ويبتعد عنها لتندم وتقرر السفر عبر الزمن، الرجل الذي أصيب بالزهايمر، يريد العودة إلى الماضي ليعطي زوجته خطابا، فقد نسيها ونسي أين توجد، وهي من رواد المقهى. أختان، قتلت الصغرى في حادث سيارة فقررت الأخت الكبرى زيارتها. أم ووليدها وهي قصة أم حامل تخشى على مستقبل حملها.
” جلست من دون حراك على كرسيها. ووقف عند المدخل لفترة، يحدق إليها بنظرة غريبة. بادرت بالقول: مرحبا.
شعرت بالضياع، ولم تعرف كيف ستفاتحه بالموضوع الذي جعلها تسافر عبر الزمن من أجله.” 116.
وفي الجزء الثاني، تحضر أربع شخصيات أخرى، ستعيش هذه المغامرة، الرجل الذي عاد ليرى أعز أصدقائه المتوفى قبل 22 عاما، الابن الذي لم تعذر عليه حضور جنازة والدته، العاشق الذي سافر ليرى الفتاة التي لم يتزوجها، والمحقق الذي لم تتح له فرصة تقديم هدية عيد ميلاد زوجته.
” لايمكن القيام بالرحلة عبر الزمن إلا مرة واحدة فقط، ومن الممكن التقاط الصور، كما يمكن تقديم الهدايا وتلقيها. ” ص 104 .
موجع كل افتقاد، إحساس تخلفه فينا هذه الرواية وغيرها من الأعمال الإبداعية، لذلك ارتبط الإبداع بفعل الاستعادة المستحيلة، لكل ما هو جوهراني، انسل منا في غفلة واستكانة وهمية بأننا سنمتلكه دوما.