لقد حان الوقت للجواب عن تلك الأسئلة التي كانت تؤرقنا، نحن مواليد 1959، أو جيل القنطرة ( 1969 / 1999) جيل حالة الاستثناء وما بعد الهزيمة القومية، جيل ضحايا سنوات الرصاص، بانتهاكاتها الجسيمة وغير الجسيمة أو القمعية الناعمة، جيل فقد أهم حلقات التأطير والتوجيه والتثوير الثقافي والتحديث السياسي والتطوير الاجتماعي، باغتيال أشرف المناضلين والقياديين، أغلبهم من سلالة جيل المقاومة وجيش التحرير الوطني والديمقراطي، جيل تمرد من أجل الديمقراطية السياسية والاجتماعية باسم الاشتراكية العلمية تارة ، وباسم الاشتراكية الديمقراطية، وكذا لمواجهة الاعطاب التنظيمية واالاختلات التي شابت الديمقراطية الداخلية، إنه جيل المراجعات الفكرية الحداثية، والسياسية التقدمية، جيل انبهر للثورات التحررية في آسيا و أفريقيا و أمريكا االاتينية، جيل كان حطبا لأغلب المعارك السياسية عوض أن يكون وقودا من أجل الصمود واستمرارية الوفاء للقضايا المصيرية و الوجودية بما فيها المشروع المجتمعي الوطني من أجل التغيير الديمقراطي و استكمال التحرير. واليوم 25 نونبر 2021 ، تكون قد مرت اربعة عقود على انعقاد مؤتمر القمة العربية بمدينة فاس، والذي انعقد في نفس اليوم من سنة 1981، ذلك المؤتمر الذي توقفت أشغاله بعد احتجاج دول جبهة “الصمود والتحدي” على مقترح فهد بن عبد العزيز حول ” تسوية ” تخص القضية الفلسطينية، توجت بانسحاب دولة سوريا من القمة، والتي ستنعقد لاحقا في دورة ثانية استثنائية، بنفس المدينة، خلال شهر شتنبر1982 .
فهل نجح المغرب في إنجاز مقتضيات وحلقات مسلسل التسوية، بعد هذه المحاولة اليائسة لمقترح السعودية، أم أنه استثمر الوضع لفائدته توازيا مع الوضع الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي التي كان يعرفه الوطن ؟
هذه التساؤلات والاشكاليات سوف نتفاعل معها، تشاركيا، في حلقات لاحقة ، في ظلال زيارة وفد رسمي اسرائيلي برئاسة وزير الدفاع، فهل هي مصادفة أم موعد مخطط له، بعد أربعين سنة من محطة مؤتمر فاس الذي انعقد وفشل في نفس يومه 25 نونبر من سنة 1981؟
. رئيس المركز المغربي للديمقراطية والأمن