(كش بريس/ محمد مروان) ـ على إثر المقال الصحفي الذي نشرته على موقعها الإعلامي مؤسسة ” كش بريس ” تحت عنوان : ” العمدة المنصوري تقدم على قطع الماء الشروب أيام الحر على مئات الأسر الفقيرة بالمدينة العتيقة مراكش ” بتاريخ : 14 غشت 2023، إذ ما إن استبشر مؤخرا سكان عرصة بن ابراهيم بانطلاق أشغال إصلاح سقاية المزودة لمئات الأسر الفقيرة بهذا الحي حتى توقفت الأشغال على الفور، نهاية عملية غير محمودة لقيت سخطا وتذمرا كبيرين خاصة لدى أفراد هذه الأسر، في الوقت الذي لم تزد الأشغال لهذه السقاية إلا خرابا وتشويها لمعالمها التاريخية والعمرانية،
وقد أدرك الجميع أن المراد من هذه العملية ما هي إلا مبادرة بتعليمات من عمدة المدينة قصد در الرماد في العيون ليس إلا، من أجل امتصاص غضب أفراد هذه الأسر المستضعفة، حيث ظل يردد أغلبهم : ” جات يداويه وهي تعميه “، خراب في خراب، ودمار في دمار ساد المكان، صارت تسرق مخلفاته بين الفينة والأخرى المشمئزة لنظر الزائر عدسات كاميرات السياح الأجانب الذين يمرون في طريقهم إلى مطعم سياحي شهير بذات المكان، بعدما اعتادوا خلال زيارات سابقة رؤية جمالية معالم هذه السقاية التاريخية القديمة والناس يتوافدون عليها من أجل ملء جرادلهم وأوعيتهم بالماء الشروب، وقد أصبح حال هذه السقاية على غرار باقي حال وأحوال باقي سقايات المدينة العتيقة بمراكش، خراب ودمار.. إلى درجة أنها أضحت كلها مهددة بالاندثار، وأعضاء الأغلبية المسيرة للمجلس البلدي الحالي برئاسة عمدة مراكش،
يتسترون وراء أعذار واهية، مثل ما هو الحال بالنسبة لسقاية حي عرصة بن ابراهيم، حيث تدعي بلدية مراكش ” أن توقف أشغال إصلاح هذه السقاية، يرجع بالأساس إلى أن صاحب المنزل الذي توجد السقاية بجواره يشتكي من تسرب الماء إلى جدار مسكنه “، ولهذا السبب حسب ادعاء هذه البلدية توقفت أشغال إصلاحها ما يقارب شهرا كاملا من الزمن، فهل هذا عذر مقبول لتحرم مئات الأسر الفقيرة المستضعفة من هذه المادة الحيوية ” الماء الصالح للشرب”، ويحكم عليها لشهور بالعطش، وأطفالهم في كل وقت وحين أيام الحر، يردد الواحد منهم : ” أريد قطرة ماء، أريد ماء، أريد قطرة ماء… “؟!