لا تكاد تختفي ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في أنحاء مقطعات مدينة مراكش ونواحيها، حتى تعود من جديد شكايات المواطنين بهذا الخصوص لتثير المزيد من التساؤلات حول غياب حلول مستدامة للظاهرة، والإجراءات المتخذة من قبل القائمين على الشأن العمومي المحلي.
وتعيد مشاهد انتشار الكلاب الضالة بمجموعة من شوارع المدينة الحمراء، مخاطر تعرض العديد من الأطفال والأشخاص المسنين وعموم الناس، بعضات الكلاب وغياب مواد العلاح من الأمصال والمواد الطبية اللازمة.
يقلق الساكنة، بالنظر إلى الخطر الذي تشكله على سلامة الأطفال، ما دفع الفعاليات المدنية إلى مطالبة السلطات المحلية بتدبير هذه المشكلة.
وحسب شهادات حية، استقتها “كش بريس” من ضحايا عضات الكلاب، فإن أحياء قريبة من محيط المدينة كسيدي يوسف بن علي والنخيل والمسيرة وحتى أحياء جليز والداوديات، تنتشر فيها الكلاب المتشردة بشكل يثير الدهشة.
وحكى المخرج (م أ) كيف أنه تعرض لعضة كلب خلال خروجه من بيته صباح ذات يوم، مؤكدا أن عشرات الكلاب تسيطر على الشارع العام، دون أدنى تدخل من قبل المسؤولين الجماعيين.
ولم تكن حالة الطفل (ف ن) استثناء، فقد قالت والدته، التي تجرعت الأمرين، جراء مضاعفات عضة الكلب الذي تسبب في بتر ساق ابنها الوحيد.
ويمكن سرد العشرات من حالات عضات الكلاب، في هذا المضمار، لكن شكايات المواطنين الواردة على موقعنا، تؤكد تعاظم ظاهرة الانتشار، وضرورة إيجاد حلول جدرية لمحاربتها.
وكان المجلس الجماعي لمراكش، قد أطلق خلال بداية تحمله مسؤولية التدبير المحلي، مخططا لمحاربة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، وفعلا تمكنت من خلال جهودها الحد منها، دون محاربتها بشكل نهائي.
ويطالب حقوقيون ومنظمات المجتمع المدني، بالعمل على وضع مقاربة شاملة لمحاربة الظاهرة، ومعالجتها باعتماد طرق جديدة، تركز على القيام بعمليات التعقيم لهذه الحيوانات بغية ضمان عدم تكاثرها، وتجميعها في مآوي للرفق بالحيوان، مع اعتماد رؤية بيئية متساوقة مع الأهداف المسطرة.
ـ الصورة من الأرشيف ـ