تجلس على ركبتيها، تفرك أرضية المطبخ بعنف باد يتسرب من يدين تشققتا من فرط استعمال المواد المنظفة، من حين لٱخر تجر المنديل الذي تضعه على شعرها، وتدندن أغنية من التراث الشعبي .
تنادي عليها سيدة المنزل كي تسرع لان هناك أشغالا أخرى لا تزال في انتظارها .
واخا لالة ، أنا قريبة نكمل طلقي يديك ،وباراكا من الغنا ، هو اللي بقا ليك .
واخا لالة .
تنتقل بعد انتهائها من مهمة الفرك الى حمل أثاث الصالون المغربي ،
-وتݣول معمرين المضارب بالحجر ، ثقال بزاف
وهي تردد ، اييه اللي ما عندو مو ،
تحاول أن تسحب الواحد تلو الآخر ، تجهد ، وتنجح بعد محاولات متكررة، في حمله إلى سطح المنزل كي يأخد حصته من الشمس .
تظل تنتقل من مكان لاخر في بيت عريض ، هي المسؤولة عن تنظيفه بإتقان ، وحرفية ، مصحوبين بعناء وتعب لا يوصفان ولا يصدقان .
بعدها ، يقدم لها الطعام في ركن من المطبخ ، حيث تقتعد قطعة من بقايا زربية بالية ،تتناول ما قدم لها من أكل ، في زمن قياسي ، لتعود الى العمل لإتمام ما تبقى من المهام .
كانت عند الانتهاء من كل “واجباتها “تنتظر إشارة سيدة البيت ، لتأذن لها بالذهاب ، وقد يحدث أن تقوم هذه الأخيرة، بإسقاط محتويات خزانة ملابس، والتي كانت سلفا منظمة، فتطلب منها إعادة ترتيبها ، لا لشيئ ، سوى أنها لا ترغب في رؤيتها “الخادمة “في حالة توقف ،سكون ، راحة ، بهذا كانت غزلان ، تفسر ذلك .
- لم تكن تقوى ان تراني جالسة في زاوية من زوايا البيت دون أن أقوم بمهمة ما ، إلى أن يحين موعد مغادرتي منزلها .
كانت تقسو علي بزاااف ، ما كانفهمش علاش
كانت قبيحة معايا، ما غاديش نسمح ليها شي نهار ، ولا لراجلي الحشاش ، اللي كيشبع النعاس في الدار ، وانا اللي نخدم ، ونعطيه الفلوس ، تبكي بشدة وتتابع لو كنت غير كنعيطهم لامي وبويا ، ما شي مشكيل ،
انا تمنيت كون قريت وخدمت مزيان ، والله ما نتزوج ،غادي نبقا غير حرة ديال راسي ، حتى واحد ماغاديش يتكرفس عليا .
تبتسم و عيناها يملؤها الدمع لتقول، واش غاندير انا واللي بحالي ، نصبروا حتى يحن الله ، ياك هذ الشي اللي كاين …؟؟؟.