قصص القاضي الأمريكي العادل فرانك كابريو، الملقب بقاضي “الرحمة”، لازالت تغزو قلوب العالم، وتلقى رواجا إعلاميا لا متناهيا.
قصة جديدة نشرت أطوار مشاهدها ضمن برنامج “كوت إن بروفيدنس”، هزت العالم مرة أخرى، بعد أن حسمت موقفا حول سرقة صبي لخبز ..
نعرض هنا نص الحوار الذي دار بين القاضي والصبي المعني، والحكم الذي أطلقه صاحب الأحكام الرحيمة:
الحكم الَّذي أصدره قاضٍ عَلى صبيٍّ [15 عامًا] الَّذي تمَّ القبض عليه متلبِّسًا بالسَّرقة من دكَّان في أمريكا. والذي حطم احد الرفوف خلال محاولته الهرب..!
سأل القاضي الصَّبيَّ بعد أن سمع تفاصيل الحادثة:”أحقًّا سرقت شيئًا؟ سرقتَ خبزًا وجبنة وحطَّمت أحد الرُّفوف؟”
أجاب الصَّبيُّ في خجل وهو مطأطئ الرَّأس:نعم.
القاضي: “لِـماذا سرقتَ؟”
الصَّبيّ: “مطلوب” “أحتاج”
القاضي: ألم تستطع شراءها بدل سرقتها؟
الصَّبيّ: لـم أكن أملك مالًا.
القاضي: كان باستطاعتك طلب الـمال من والديك.
الصَّبيّ: لديَّ فقط أمِّي الـمريضة الَّتي ترقد في الفراش وليس لديها عمل.. من أجلها سرقت الخبز والجبنة.
القاضي: وأنت.. أَلا تعمل شيئًا؟ ألا يوجد لديك عمل؟
الصَّبيّ: اشتغلت في غسيل السَّيَّارات. أخذت إجازة ليوم واحد لكي أساعد أمِّي، وَلِهٰذا السَّبب فصلوني من العمل.
بعد انتهاء الـمحادثة مع الفتى، أعلن القاضي الحكم:
“السَّرقة، خاصَّة سرقة الخبز، هٰذِهِ جريمة مخجلة جِدًّا. وجميعنا هنا مسؤولون عن جريمة السرقة هٰذِهِ. اليوم، جميع الحضور في هٰذِهِ القاعة، بمن فيهم أنا، مسؤولون عن جريمة السرقة هٰذِهِ”وَهٰكَذا، فإنَّ جميع الحضور، سيغرَّمُ كلُّ شخص بعشرة دولارات، ولن يخرج أيُّ شخص من القاعة قبل أن يدفع 10 دولارات”
أخرج القاضي من جيبه ورقة من فئة 10 دولارات، وأخذ قلمًا وبدأ بالكتابة: “بالإضافة، حكمت بغرامة 1000 دولار، عَلى صاحب الدُّكَّان الَّذي سلَّم الصَّبيَّ الَّذي يعاني الجوع، إِلى الشُّرطة، وإذا لـم تدفع الغرامة في السَّاعة الواحدة، سيظلُّ الدُّكَّان مغلقًا”.
اعتذر جميع الحضور في القاعة من الصَّبيِّ وسلَّموه الـمبلغ كاملًا.
خرج القاضي من قاعة الـمحكمة، وهو يحاول إخفاء دموعه. بعد أن سمع الحضور قرار الحكم، كانت أعينهم تفيض بالدُّموع.
أضاف القاضي: “إذا تمَّ القبض على شخص ما يسرق الخبز، فيجب أن يخجل جميع السُّكَّان، والـمجتمع في هٰذِهِ الدَّولة”..!
جدير بالذكر، أن القاضي فرانك كابريو، الذي حصدت مقاطع الفيديو لجلسات الاستماع التي يرأسها محكمة مدينة بروفيدنس عاصمة ولاية رود آيلاند الأمريكية على ردود فعل واسعة عبر الشبكات الاجتماعية؛ بسبب تعامله برحمة مع المتهمين.
عمل كابريو، ذي الأصل الإيطالي (أبوه كان بائع حليب)، عمل في تدريس التاريخ بإحدى المدارس الثانوية أثناء دراسته الحقوق بجامعة سوفولك ليلا، وبعد مزاولته للقانون عمل قاضيا غير متفرغ بمحكمة البلدية عام 1985، حيث استمع لقضايا غير جنائية. وبعد بضع سنوات بدأ شقيقه جو تسجيل وقائع الجلسات، وأسمى البرنامج “كوت إن بروفيدنس”.
ووفق تقرير سابق لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يعتقد القاضي فإن السبب وراء انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بجلساته هو فقدان الناس الإيمان في الحكومات، إذ كان من بين أقواله المنشورة عبر موقع “كون إن بروفيدنس”: “أريد ممن يأتون للمحكمة أن يشعروا أن مؤسسات الحكومة من الناس وللناس وبالناس”.
وعن أسباب تعامله مع المتهمين بهذه الطريقة، قال كابريو: “أعتقد أنني يجب أن أضع في اعتباري ما إن كان الشخص مريضا أو والده أو والدته توفوا، وما إن كان أطفالهم يتضورون جوعا. أنا لا أضع شارة أسفل الروب بل قلب”.