بقلم: عبدالهادي الموسولي ـ
أضحت الكلاب الضالة أو التي يتم تربيتها بشكل عشوائي والمتخلى عنها حديث الشارع المغربي في القرى والمدن، نظرا لأعدادها المتزايدة باستمرار، دون أن تتمكن السلطات العمومية من الحد من تكاثرها.
الموضوع أحدث جدالا كبيرا بين مؤيد للتخلص منها وقتلها . ومن ينادي بحقها في الحياة . ولكل طرف مبرراته التي يدافع عنها لحد التعصب. لكن مشكل الكلاب له أبعاد عالمية وخاصة في دول الجنوب النامية، التي باتت خطورة الكلاب المتشردة تقض مضاجعها .
وإذا كان العالم يتجه نحو اقتصاد الاستدامة فلابد من الحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استعمالها . ولا يمكن تحقيق أهداف الاستدامة الأممية إلا بالحد من كل المخاطر التي تتهدد البيئة والانسان، ومنها تزايد أعداد الكلاب، سواء كانت ضالة أو التي تعيش أليفة في كنف الانسان . و إذا كانت الكلاب الضالة تتسبب في عدة كوارث بيئية، فإن الكلاب الأليفة تستهلك كميات كبيرة من الغذاء على حساب الفقراء في دول الجنوب، بل أن رفاهية الكلاب في بعض المجتمعات أكثر جودة من رفاهية الانسان .
إن الانسان عبر تاريخه الطويل تدخل بعدة أشكال في الطبيعة. مرة يتسبب في كوارث الانقراض، ومرة أخرى تكون تدخلاته لحماية مصالحة وأمنه الغذائي، كما هو الحال بالنسبة لتربية الماشية. ومن هذا المنطلق أصبح تدخل الانسان ضروريا للحد من تكاثر الكلاب على جميع المستويات، وذلك حماية لأمنه الصحي والغذائي .
وقد لا يعرف الكثيرون أن الكلاب ليست فقط مصدرا لمرض داء الكلب الذي يسببه نوع من الفيروسات، والذي تكون عواقبه وخيمة على الإنسان، وإنما هناك أمراض عديدة تعتبر الكلاب أهم وسائل نقلها للبشر، ومنها مرض الأكياس المائية الذي تشاركها فيه القطط أيضا . وهذا المرض تسببه يرقة من نوع الطفيليات الشريطية التي تعيش دودتها البالغة في الكلاب. والمرض الأخر يعرف باسم (التوكسوكارياسس) والذي تسببه يرقة طفيلية تسمى (توكسوكارا كافس) التي تعيش ديدانها البالغة في الكلاب . وأكثر من يصاب بهذه الديدان الخطيرة الأطفال من أعمار سنة إلى خمسة سنوات.
وتحمل الكلاب البالغة ديدان الأكياس المائية التي تلوث البيئة في كل مكان تمر فيه، ويعود السبب في ذلك إلى أن الكلب المصاب بهذه الدودة يحمل في قناته الهضمية ما يزيد على 300 دودة في نفس الوقت، بالإضافة إلى أن قابلية هذه الديدان لإنتاج البيوض تكون عالية، وكذلك حركة الكلاب السائبة من مكان لآخر وبسرعة كبيرة. والأخطر في هذه الديدان التي تسبب الأكياس المائية أنها لا يمكن ملاحظتها بسرعة في أطوار نموها الأولى. وغالبا ما تأخذ زمنا يتراوح بين (10 و 15 سنة) إلى أن تصبح كبيرة الحجم (حجم التفاحة) وعندما تصل إلى هذه المرحلة، فإنها تشكل مصدر الخطر الذي يؤدي بحياة الإنسان.
ومع ما يبذله العلماء من جهود كبيرة للقضاء على هذا المرض ومكافحته إلا أنه يصعب السيطرة عليه لأن المصدر الأساسي لانتشاره الكلاب الضالة، التي تكون موجودة في كل مكان، ويمكن أن تلوث أي مكان نتيجة تخلصها من فضلاتها في الحقول، وعلى كافة أنواع الخضراوات، وعلى التربة وفي شوارع المدن. وبالتالي تكون مصدر تلوث للمواد الغذائية، والتي إذا تناولها الإنسان بدون الالتفات إلى نظافتها، فإنه سيصاب بهذا المرض الخطير. إضافة إلى ذلك، فإن الكلاب الضالة تساهم في تلويث البيئة، عبر بعثرتها لمحتويات صناديق القمامة والأكياس البلاستيكية خلال بحثها عن الطعام، مما يساهم في انتشار القاذورات والميكروبات في الشوارع والأزقة.
ومن أهم طرق التخلص من الكلاب حتى لا تصبح طعاما على موائدنا ، كما يحدث في بعض الأحيان ، من طرف ثلة من عديمي الضمير والإنسانية ، الآليات التالية :
1ـ إجراء تعقيم للكلاب لإفقادها القدرة على التكاثر والإنجاب.
2ـ استخدام مواد كيميائية عن طريق وضع بعض الطعوم تؤدي لوفاة الكلاب، تستخدم عالميا.
3ـ قنص الكلاب باستخدام البنادق أو آلات أخرى.
4ـ اصطياد الكلاب ونقلها إلى أماكن لعزلها عن المجتمعات البشرية، وتعقيمها للحد من تكاثرها .
5ـ وضع سموم فاعليتها سريعة ليموت الكلب بعد ثوانٍ، ولا يتعرض للإيذاء البدني.