‏آخر المستجداتلحظة تفكير

قصيدة للشاعر المصري أحمد الشهاوي: يَخْرُجُ منْ حَجَرٍ اسْمِي

لم يمُتِ النُّورُ

ولا ابتعدَتْ طُرُقُ الأحْلام

لم تَدُخِ الرِّيحُ

ولم تُخِفِ الأمواجُ السَّاحِلَ 

لم يمْشِ الظلُّ إلى حَتْفٍ

بل داستْ قدمايَ عصَا “مُوسى”

                         حينَ تجبَّر واستكبَرَ

                       وامتلأ غرُورًا وخِيانة

وعبرْتُ الشَّطَّ بلا أحزَانٍ

وتشبَّثتُ بصخْرَةِ قلبِي

ابتلَعَتْ مرسَاتِي السُّفَنَ

وصَارَ الحبُّ نهائيًّا بينَ يدَيْ

ورسمْتُ الصُّورَةَ كاملةً في الحُلمِ

نظَرْتُ إلى باطِنِ كفِّي

فوجدْتُ خرائِطَ بُسْتانِي تمَلأُ مِرآتِي

ورأيتُ العِطْرَ يُخيِّم في أركَاني

يزحَفُ خَلفَ الأبْوابِ ليصِلَ إلى آخِرِ حَدٍّ للنُّور .

هبَطَ الطَّائِرُ فيَّ

      وشَالَ خُطَاي منَ الأرْضِ

انكسرَتْ صُورٌ

واجتزْتُ الخَطَّ الفاصِلَ بينَ جَحيميْنِ

ارتعشَتْ فِيَّ نُجُومٌ

وتركْتُ الوَرَقَ بعِيدًا

جفَّ الحِبْرُ

ونامَتْ لُغتِي فِي الطَّلِّ

وصِرْتُ بلا طَلَلٍ أحْيَا

أبنِي نبْضِي

وأرُشُّ الوَحشَةَ فوقَ الرَّمْلِ

أدُوسُ طرِيقَ زمَانٍ لي

أسمعُ صَمْتِي يفتحُ كُلَّ الأبْوابِ لأهَبَ العاشِقَ ليلًا لي

أنهَضُ منْ جَسدِي سرًّا نحْوَ اللا أين

وأهزَأُ من لُغةٍ وَالغَةٍ في الدَّم

يخْرُجُ منْ حَجَرٍ اسْمِي

وينامُ النِّسيانُ بكامِلِهِ فِي الشَّوْق

أفتحُ نافذةً للطَّيْر

ويُطِلُّ النِّيلُ على قلبِي

تصْحُو سُنبلتَانِ

إحدَاهَا تقطَعُ أنفاسَ المَاءِ

أُخراها تفرِشُ لُؤلُؤَها في الغيْم

وعلى مَرْأى منِّي يتعَقَّدُ خيْطُ الشَّمسِ

                        ويخْنُقُ من خَانُوا

فأصُبُّ النُّورَ نبِيذَا

أفرُطُ رُمانًا طَابَ

وأبسِطُ لونِي في المَاءِ

أفردُ أجنحَةً وأطِيرُ

وأفهمُ معْنَى أن تعشَقَ من يفقهُ لُغتِي

أصْعدُ سَاقيتِي

أطْفِىءُ ما زادَ منَ الوْجَعِ

أشدُّ نِدَاءَ إلهِي إلَى شَعْرِي

أُهدِي غُصْنِي ذهَبًا موصُولًا بالمِعْراج

فسَّرْتُ المَاءَ بمائِي

أُعْطِي خُبزَ دَلالي لحبِيبِي

وأهَبُ قرنفلتِي لمَّا البَابُ يدُقُّ.

*القاهرة 25من يونيو 2024 ميلادية

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


Back to top button