ـ مراكش/ كش بريس ـ
صدر حديثا عن دار النشر والتوزيع أكورا بطنجة، دراسة في النقد الإعلامي، للكاتب والإعلامي المغربي مصطفى غلمان، حول “في سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة.. قراءات في المحتوى والوسيط”.
الكتاب الذي يقع في (140 صفحة) من القطع الكبير، يتفرع إلى أربعة فصول و 13 مبحثا، يبدأ بتقديم للباحث، وتصدير لعالم الاجتماع الفلسطيني الدكتور إياد البرغوثي.
أما فصول الكتاب تضمنت دراسات في “سوسيولوجيا الإعلام والمعرفة والأخلاق”، و”الرقمنة ووسائل الاعلام والأيديولوجيا”، و”سوسيولوجيا الاتصال الثقافي”، و”السياسة وسؤال الإعلام”. وهي الدراسات التي سبق للكاتب أن قام بنشر بعضها في مجلات ومنشورات بحثية وطنية وعربية متخصصة.
وجاء في تقديم المؤلف، د مصطفى غلمان، «… حاولت الدِّراسة، في شقيها، التحليلي والنقدي، أن تُبرهن على الأُسُس السُّوسيولوجية التي تقوم عليها الأنماط الإعلامية العربية والغربية القائمة، حيث يصعب حصر المفاهيم الحاضرة في وسائل الإعلام وظروف نشرها وإشاعتها، والحُمولات الثقافية والتاريخية والسّياسية، التي تتعالق بإزائها الدّلالات الشائعة، التي أضحت تؤسس لبناءات تصطرع فيها، وتتعاقد معها، مدارات عالم لا متناه من علوم الاتصالات والمعلوميات وأفلاكها التي تسبح داخل مجرَّات كُبرى. في أتون هذه الأسئلة الحارقة، نحاول من خلال هذه القراءات استبطان أسباب وخلفيات استنبات الجذور البعيدة، في أفق الإعلام الوسيط، واشتغالاته، في مضمار مليء بالغموض والارتدادات المفاهيمية المتداعية، حيث تقصر العين الناقدة عن إدراك مستويات التَّبخيس وتراجع التفكير وتكريس الأمراض الرقمية على قدرة الإنسان الفيزيقية والنفسية والتعليمية أيضًا.. اِلتمَاسنا لتفكيك دورة الإعلام السوسيولوجية، من منطلق هذه القراءات، كان بدافع استشعار مدى قابلية المجتمع لتخوم هذه التَّحولات، وارتباطاتها بالأنماط الاجتماعية والثقافية الجديدة. خصوصًا وأنَّ الحقل الإعلامي في مردوديته القيمية وتفاعلات حدوده مع باقي الأشكال البيداغوجية ذات الصِّلة، أعاد تأويل أو صياغة دوال الأسرة والمدرسة والفرد، إلى الأبعاد العكسية، التي تفرق الجوهر عن الحواشي، وتستدبر العقل عوضا عن الكمون والتواري…».
أما السوسيولوجي الفلسطيني د إياد البرغوثي، فقال في تصدير الكتاب : إنه ” عندما يلتقي موضوع “جاد” كعنوان هذا الكتاب “في سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة: قراءات في المحتوى والوسيط”، وكاتب “مقدام” وجريء مثل الدكتور مصطفى غلمان، فإنك بالتأكيد أمام عمل فكري متميز، ليس فقط من الجانب النظري الذي يحضر بوضوح في الكتاب، إنما ايضا في جانبه التطبيقي، وفي انعكاسات تأثيره على الصراع الفكري الجاري في العالم حاليا، بين من يبذل كل جهده ليجهز على ما تبقى من قيم في عالمنا “الإشكالي”، وبين من يسعى لتكون تلك القيم والأخلاق أساسا للعلاقات بين البشر”.
وأكد البرغوثي، على أن “تناول الكاتب لموضوع الإعلام وتأثيره السوسيولوجي والتطورات التي جرت عليه خاصة عندما وصل الى السوشيال ميديا هو أمر في غاية الأهمية. أدرك ذلك المستضعفون مؤخرا بعد أن كان مقتصرا على القوى المستعمٍرة والطبقات المسيطرة ردحا طويلا من الزمن”، مشددا على أن “الكاتب الكثير يُعول على الوعي وإعادة تشكيله بشكل يعزز انسانية الانسان. هنا يظهر دور الإعلام خاصة بشكله الجديد “الرقمنة”، وهو إذ يدعو الى ذلك الوعي، يؤمن أن دوره كمثقف ليس فقط تفسير العالم “بل تغييره” أيضا ليكون عالما اكثر راحة للناس وأكثر أخلاقا”.