التأمت صبيحة يومه الأربعاء برحاب كلية اللغة العربية، فعاليات الندوة الوطنية التي نظمها المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، في موضوع “المرأة المغربية والترجمة”.
وعرفت الجلسة الافتتاحية إلقاء كلمات بالمناسبة، ابتدأها مدير المركز الدكتور عبد الجبار كريمي، الذي بادر إلى تحية المرأة في كل العالم، منوها بالمرأة المغربية ودورها الإشعاعي في تنمية المعرفة والإنسان.
وقال كريمي، إن اختيار الموضوع يجسد وعيا مستمرا بالانتماء لحاضنة العلم ومربية العلماء، وهو ما يعزز لدى المركز راهنيته في دعم ومواكبة البحث العلمي وقضايا المرأة. وهو سياق، يضيف المتحدث، يؤكد انخراط وتعبئة كل الباحثين والخبراء لتقصي أسئلة الترجمة وقيمة المرأة فيها. داعيا إلى الانفتاح على كل الإشكاليات المطروحة بإزاء هذا المشروع.
وحول علاقة تيمة المرأة والترجمة بالمناسبة إياها، أدرج الدكتور عبد العزيز لحويدق، خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن عميد كلية اللغة العربية، (أدرج) بنائية العلاقة بين الكلية والمركز، وتكامل جسرهما بما يخدم العلم والمعرفة.
وأكد لحويدق على العلاقة الجدلية بين البحث الأكاديمي العلمي وطفرة التكوين، حيث لا مناص من الوجهة التعليمية وارتباطاتها المستمرة بالبحث وتطوير المعرفة.
وأوضح نائب العميد في ذات السياق، انشغالات الكلية بالمسائل اللغوية، بما هي ترجمات، فلا لغة دون ترجمة ولا ترجمة دون لغة يضيف لحويدق، مشددا على أن مقاربة الترجمة والمرأة، ميسم نسوي (الجندر) يلتئم والمنحى الذي تتعاقد فيه الأكاديما بالممارسة التعليمية التعلمية، منوها بالحضور اللافت والاستثنائي للمرأة الباحثة والمجدة في ميادين التفكيك والتحليل المارس للآداب واللغات والعلوم الإنسانية بصفة شاملة.
أما رئيس شعبة الترجمة بسلك تحضير مباراة التبريز بالمركز الدكتور خالد المعزوزي، فدعا في بداية كلمته إلى تكريم المرأة الأكاديمية المرموقة، ومن خلالها استحضار أنموذج الأستاذة سناء المسج، الباحثة والمربية التي تجسد ملحمة الانتصار للعلم والمعرفة والمثالية الأخلاقية.
وحول دور الكلية والمركز في تجسيد هذه العطاءات، ذكر المعزوزي بتاريخ القرويين وأدواره الجيناتية الثقافية الخالصة في براديجم التأسيس الثقافي والأكاديمي بالبلاد، مبرزا انشغالات واشتغالات الثقافة في الجانب الترجمي والفيلولوجي.
واستحضر الدكتور المعزوزي امتياحات الترجمة وعلاقتها بالللسانيات واستداراتها لمسلمات ومناهج علم الفيلولوجيا، وهو مؤطر تكويني وبيداغوجي شديد الأهمية في مجال تقوت فيه المرأة المتخصصة في الحقل، وتدعمت بوجود وشيج ومتلائم ونظرية “الجندر”.
ووفق تصور تحفيزي متضامن مع كل الكلمات الملقاة في الافتتاح الرسمي للندوة، أعاد الأستاذ ادريس شريفي علوي، منسق الندوة، التذكير بالإطار العام للندوة، مؤكدا على فعالية الاختيار وقيمته الاعتبارية.
وأوضح شريفي بهذا الخصوص، إسهامات المرأة المغربية المتواصل في الأعمال الترجمية وغيرها من الجغرافيات اللغوية الأخرى، مشددا على أن جهود المرأة المترجمة أو المترجم لها، تضل من بين أهم العلامات الفارقة في المجال، داعيا في السياق ذاته إلى تجميع شؤونها وتحفيزها على الامتداد والتأثير.
وكان المدير العام لمؤسسة “كش بريس” قد ألقى كلمة بالمناسبة، مشددا على دعمه اللامحدود للقضايا الثقافية والفكرية، منوها بشراكات المؤسسة مع كلية اللغة العربية وغيرها، مثمنا بالتقائية المسار المشترك، عبر انفتاح قائم على التواصل والحوار والمساهمة في تنمية الإنسان والعمران، مجددا وظائف الإعلام الرصين في ابتعاث المعرفة وتنوير الرأي العام بها وتأسيس تقاليد واعية بالرهانات الجديدة لإعلام القرب وسلطته الثقافية والفكرية.
واختتمت الجلسة الافتتاحية بالتوقيع بالأحرف الأولى على البروتوكول الذي ضم كلا من المركز الجهوي للتربية والتكوين بمراكش وكلية اللغة العربية ومؤسسة “كش بريس” الإعلامية”، في شخص كل من الأساتذة عبد الجبار كريمي وعبد العزيز لحويدق ومصطفى غلمان، في انتظار تعميق الرؤية واستراتيجية العمل.