(كش بريس/ محمد مـروان) ـ تمكن سكان إحدى العمارات عصر يوم الأحــد الماضي من فك طفلة من بين أنياب ومخالب كلب شرس، لا يتعدى عمرها ست سنوات، حيث هاجمها هذا الكلب المتوحش عندما كانت تلعب أمام شقة مسكن أسرتها داخل عمارة بتجزئة قصور درعة بالشطر السادس التابع لنفوذ الملحقة الإدارية “الفتح” بمدينة تامنصورت، الشيء الذي تسبب في إصابتها بجروح جد خطيرة على مستوى سائر أعضاء جسدها، أدت لنقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث تم إخضاعها على الفور لإجراء خمس عمليات جراحية إنقاذا لروحها من الهلاك، حيث ما تزال ترقد بغرفة الإنعاش بين الحياة والموت، هذا الحادث الذي شاع خبره على الفور كانتشار النار في الهشيم، مما جعل حشدا هائلا من الناس يتوافدون على عين المكان، قبل وأثناء حضور ومغادرة كل من رجال الدرك والوقاية المدنية وممثلين للسلطة المحلية، إلا أنه وللأسف الشديد لم يظهر أي أثر لممثل المجلس الحالي للجماعة الترابية حربيل مراكش، حيث تزامن تواجد عدد من أعضاء المجلس وقت هذا الحادث على بعد خطوات من مكان وقوعها، يتقدمهم السيد رضوان عمار، رئيس جماعة حربيل، وبمعيته كل من السادة : امبارك بنمنصور، كاتب المجلس، ومحمد الخلوقي ونور الدين سرور ( عضوين بالمجلس )، واقفين يأخذون صورا تذكارية أثناء قيام ثلاثة عمال تابعين لشركة ” أوزون” لجمع النفايات والأزبال بعملية خارج مهام عملهم واختصاصاتهم، تخص القيام بأشغال ترقيع الحفر بمادة الزفت بشوارع تامنصورت، بعدما جاد خلال هذا اليوم للعطلة الأسبوعية مقاول بحمولات شاحنات من الزفت على جماعة تعد من أغنى الجماعات الترابية بعمالة مراكش، التي فلحت في صرف ملايير السنتيمات منذ أن تقلدت مقاليد تدبير الشأن العام المحلي سنة 2021، في استهلاك مادة الغازوال وقطاعات الغيار الخاصة بأسطول مركباتها، وتسوية وضعية المتأخرات المالية إلى مؤسسة التعاون بين الجماعات ” مراكش “، بدفع مئات ملايين السنتيمات إلى السيد محمد شقيق، رئيس هذه المؤسسة، الذي يجمع بينه والسيد عبد الحق الكوط، النائب الأول لرئيس جماعة حربيل الانتماء السياسي إلى حزب ( التراكتور)، حيث فرض على أغلبية المجلس أن يتسلم شقيق من ميزانية الجماعة ما يزيد على خمسمائة ( 500 ) مليون سنتيم، ناهيك عن حصول السيد عثمان الكوط، أخو السيد عبد الحق الكوط، النائب الأول وعم النائبة السادسة لرئيس مجلس هذه الجماعة على صفقة تقدر بمليار سنتيم ، تتعلق بمشروعي الإنارة العمومية وإشارات المرور للأضواء الثلاثة بخمس نقط بالمقطع الطرقي الممتد من قنطرة تانسيفت إلى مدخل تامنصورت..،
وهكذا دواليك تستغل خيرات ملايير السنتيمات بهذا الجماعة الترابية حربيل مراكش، انسجاما مع ما ورد في القولين المأثورين بين أفراد هذه الفئة من المجتمع : ” أباك صاحبي ” و ” خيرنا ما ياكلو غيرنا “، متناسين متجاهلين ما طفح به معاناة كيل من أعطاهم أصواتهم من المواطنين ووضعوا فيهم الثقة ذات يوم في الانتخابات الجماعية الماضية لسنة 2021، الذين ما فتئوا يناشدونهم مستغيثين من أجل تخصيص ملايين من هذه الملايير للسنتيمات إلى عمليات محاربة ظاهرة انتشار الكلاب بمقاربة عصرية تنسجم والاتفاقيات والمعايير الدولية وتوصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، حفاظا على سلامة وصحة المواطن وكذا زوار مدينة تامنصورت، استغاثات ونداءات هؤلاء المواطنين سبق أن أشارت المؤسسة الإعلامية ” كش بريس ” إلى ظروفها في عدة مقالات صحفية، حيث نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، مقالا تحت عنوان : ” سكان تامنصورت يحملون مسؤولية استفحال ظاهرة انتشار الكلاب الضالة إلى جماعة حربيل مراكش” تم نشره يوم : 29 نونبر 2021، ومقالا آخر تحت عنوان : ” قطعان الكلاب الضالة تمنع المصلين من أداء صلاة قيام الليل في شهر رمضان بمساجد تامنصورت “، نشر يوم : 22 أبريل 2022، لكن للأسف الشديد لم تزد ظاهرة الكلاب إلا انتشارا، وقد اجتاح قطعانها كل أحياء المدينة، متخذة حاويات الأزبال مكانا خصبا لإطعامها، حيث تبيت ليلا مليئة ببقايا سقائط ذبائح الغنم والبقر وطيور الدجاج من عظام وغيرها، كما تتخذ الكلاب من البنايات المهجورة والحدائق العمومية أمكنة للتوالد والتكاثر واللجوء إليها كلما دعت الضرورة، ما أصبح اليوم قبل الغد وظاهرة الكلاب الضالة وتربية الشرسة والمتوحشة ومختلف الحيوانات الشاردة في انتشار مستمر ينذر بوقوع كوارث وحوادث تدمي العين دموعا والقلب دما نتيجة انصياع الجهات المسؤولة في نهج سياسة الرفق بالحيوان على حساب سلامة وصحة البشر، والحال أن هذه الجهات لزمت عدم تقديم أي مجهود في هذا الشأن، في الوقت الذي لم تسخر فيه جميع إمكانياتها ولم تضع كل اللوازم الضرورية لاتقاء شر هذه الحيوانات، ما جعل جميع المواطنين ما فتئوا يدقون نواقيس الخطر بأعلى أصواتها بهذه المدينة تامنصورت، فهل من آذان صاغية؟!