هل ينتظر المغاربة، فرجا محتوما تقوده توقعات البروبجندا الإعلامية حامية الوطيس، التي ما انفكت تثيرها مواقع التواصل الاجتماعي، بعد صرعات الأسعار الجنونية، التي أتت على كل حابل ونابل، وزلزلت المفهوم الاجتماعي للطبقية، والهشاشة الاجتماعية وانهيار “الطبقة الوسطى”، بعد سلسلة من الزيادات في أهم سلاسل الاستهلاك، انطلاقا من التغدية وانتهاء بالمحروقات.
وسرت شائعات التعديل الحكومي المرتقب، حتى وصلت إلى إعلام الضفة الأخرى، حيث أكدت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يستعد فعلا لوضع مقترح تعديل أمام أنظار الملك محمد السادس، بناء على طلب جلالته.
وتقول المجلة الفرنسية، التي استقت أخبارها من جهات مطلعة، أن التعديل المرتقب، يشمل حقائب وزارية مهمة، كما هو الشأن بالنسبة لوزارة التعليم العالي والابتكار التي يوجد على رأسها عبد اللطيف ميراوي الذي أثيرت حوله مجموعة من الملاحظات، إن على مستوى ملفات المجلس الأعلى للحسابات أو ما أثير مؤخرا حول العقد الذي يجمعه بالمؤسسة الفرنسية قبل عودته للعمل بالمغرب.
وتأتي وزارة العدل التي يترأسها عبد اللطيف وهبي، على رأس أولويات التغيير الوزاري المرتقب، حيث كثرت هنات الوزير المعني، وأضحى حديث الصحافة والإعلام في كل شاردة وواردة.
وكلا الوزيرين المذكورين، ينتميان إلى حزب الأصالة والمعاصرة (PAM)، وتؤشر كل التكهنات أنهما سيدفعان ثمن هذا التعديل الحكومي الذي سيتم إجراؤه قبل نهاية غشت الجاري.
وأوردت المجلة الأكثر تأثيرا في مراكز القرار الفرنسي، أن هذا التغيير أو التعديل في تشكيلة الحكومة كان موضوع اجتماع سري، يوم الخامس من شهر غشت الجاري، بين رئيس الحكومة عزيز أخنوش ومستشار الملك محمد السادس، فؤاد علي همة، ما تم تأكيده مباشرة بعد سفر الأخير إلى باريس، الذي ناقش الأمر مع الملك، والذي يوجد حالياً في العاصمة الفرنسية إلى جانب والدته للا لطيفة التي تدهورت حالتها الصحية، حسب ذات المصدر.
وكانت مجموعة من الأحزاب السياسية المتموقعة في المعارضة، رغم ضعف تنسيقها وانحلال أفق توازناتها، قد طالبت بإعادة هيكلة الحكومة، التي تعاني من عوار في الرؤية والموقف، مسجلة خروجها عن النسق الحكماتي، وفشلها في إيجاد حلول ناجعة وشاملة لمعضلة الزيادات في أسعار المواد الأساسية والمحروقات.
فهل يقتنع المغاربة بميزان هذا التغيير المرتقب؟ وهل يكون له الوقع الإيجابي على الرهانات الكبرى، التي ينتظرها المواطنون، من إعادة تصحيح الطريق، والتماس حلول استعجالة من شأنها التأثير في مسار حياة الناس، الذين ضاقوا درعا بانتظارية لا طائل من ورائها، سوى الكلام المعسول، وتدوير أساليب الوعود واللعب على الزمن؟