“لعبة المرايا” مسرحية قاربت النوع الاجتماعي بطريقة فنية متميزة

كتبت: ليلى الشافعي*

كالفراشات الملونة، حلقت الأجساد اليافعة في فضاء الكلمات ونطت على ركح مدرج مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة عشية يوم السبت 17يونيو 2023 كالقطط المرحة، عارضة لإشكالات متعددة تتصل بالمساواة بين الجنسين وبقضايا الوجود وقضايا النساء وقضايا المدن الكبرى كالبيضاء وباريس وعلاقة كل ذلك بحكاية الغول (أو الغيلان)، التي ترمز للتسلط والقتل، كل ذلك مستلهم من رواية “دروب كازابلانكا” للكاتبة المغربية عائشة العلوي لمراني وتأليف ورؤية فنية للأستاذة المقتدرة ثورية سعودي، وتقديم تلميذات وتلاميذ ثانوية وادي الذهب التأهيلية بأصيلة،وبرعاية وإشراف مؤسسة الربوة للثقافة والفكر.

وتماما كما بالنسبة للرواية، فقد استلهمت المسرحية المعنونة ب”لعبة المرايا”، حكاية “هاينة والغول”، مع إضافة شخصية أحلام، صديقة هاينة الحميمة، التي تشكل مرآتها التي تعكس نقيضها، وستحلم كل من هاينة وأحلام بحياة أفضل، وبالقضاء على الغيلان بجميع أصنافها ومستوياتها، وعلى كل ما يعوق النساء في تحقيق أحلامهن، خاصة ما يتصل منها بالعقلية الذكورية المستفحلة؛ وقد وصل التلاميذ (الممثلون والممثلات) في أحيان كثيرة إلى خلق مفارقات مضحكة وجريئة، كأن تتقدم امرأة لخطبة رجل وتقول له كل ما يقوله عادة الرجال للنساء في مثل هذه المناسبات، كأن تتغزل بعينيه وجمال بشرته وتشترط عليه أن يسمع الكلام وأن يكون حاذقا ورب بيت وأسرة جيد، قالبات بذلك الأدوار كما هي متعارف عليها داخل المجتمع.

وقد تألقت صانعات وصانعي هذا العرض الممتع، الذي استمر لأكثر من ساعتين بعربية فصحى سلسة، وبملابس زاهية تتغير ألوانها حسب طبيعة  المشهد، كل ذلك، داخل مدرج ممتلئ عن آخره بالحضور القادم من مختلف مناطق المغرب وجمهور أصيلة التواق للعمل الثقافي؛ وقد قدم العرض قراءة عاشقة لرواية “دروب كازابلانكا”، متميزا بإضافة كثير من العناصر التي زادت من قوة الرواية، كما أنه كان بمثابة نص مواز جديد، يختلف بقدر ما يستلهم عناصر الحكي من ذات المرجع.

بعد الانتهاء من العرض، قدمت مؤسسة الربوة للثقافة والفكر بعض الكتب كجوائز للتلميذات والتلاميذ المساهمين في العرض المسرحي ولأستاذتهم ومؤطرتهم صاحبة الرؤية الفنية المتميزة للمسرحية السيدة ثورية سعودي، كما دعتهم إلى حفل عشاء على شرفهم وتكريما لهم.

وكان تقديم هذه المسرحية فرصة لنساء الربوة، القادمات من مختلف المدن المغربية، للقيام بجولة في أصيلة، والاستمتاع بالرفقة الجميلة لنساء كن يلتقين بهن لساعات محدودة في صالون الربوة للثقافة والفكر، مستجيبات في ذلك لنداء الطفلة داخلهن، وجامعات بين المفيد والممتع، كما يقول إخواننا الفرنسيون. للتذكير، فقد نشرت الكاتبة عائشة العلوي لمراني رواية “دروب كازابلانكا” في يونيو 2022، وهي عضوة مجلس الحكيمات برابطة كاتبات المغرب،

بدأت النشر منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، إذ نشرت بعض القصص القصيرة والشعر والشذرة في بعض الجرائد المغربية ووسائل التواصل الاجتماعي، ثم أخذها المسار نحو العمل الجمعوي في إطار اتحاد العمل النسائي كعضوة في مجلسه الوطني، وعلى المستوى الثقافي فهي عضوة المكتب التنفيذي لمؤسسة الربوة للثقافة والفكر، وفي رصيد المؤسسة قراءات  نقدية أنجزتها لبعض الكتب المقررة من طرف هذه الأخيرة، كما اشتغلت رئيسة لشعبة البحث والتقويم ثم رئيسة لمصلحة الموارد البشرية داخل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدار البيضاء .

 *(ليلى الشافعي) كاتبة وإعلامية مغربية

من أعمالها الأدبية المنشورة ورقيا : 2019: “الوهم والرماد”، مجموعة قصصية. طبعة ثانية مزيدة ومنقحة. عدد الصفحات 132. عن دار روافد للنشر والتوزيع القاهرة مصر. 2007: “فلتحلم الموجات” كتاب باللغة الإسبانية يضم قصص كاتبات مغربيات وكنريات من إعداد كل من الكاتبتين المغربية ليلى الشافعي والإسبانية طيريسا إيتورياغا أوصا. نصوص المغربيات من ترجمة ليلى الشافعي. نشر “صندوق كنارياس وأفريقا إينفورماكيت”. (89 صفحة). 1997: “الهجرة النسائية إلى إسبانيا” دراسة سوسيولوجية مشتركة، منشورات كلية الآداب بمورسيا. 352 صفحات. باللغة الإسبانية. 1997: “حقوق النساء في المغرب الكبير” دراسة سوسيولوجية مشتركة، نشر الفينك، 305 ص. باللغة الفرنسية.1994: “الوهم والرماد” (مجموعة قصصية) منشورات الموجة، 85 صفحة باللغة العربية. من أعمالها المنشورة إلكترونيا –  2013: “الوهم والرماد” عن مجلة اتحاد كتاب الأنترنيت المغاربة.2013: “مذكرات كوردستان العراق، جنة تنبثق من جحيم الإقصاء” عن منشورات مجلة اتحاد كتاب الأنترنيت المغاربة.   نشرت عددا من الدراسات والقصص القصيرة في عدد من المجلات والجرائد الوطنية والعربية والأجنبية.   شاركت في تأسيس عدد من الجمعيات منها: 2016: المساهمة في تأسيس “منتدى مبدعات بلا حدود” وترأسه. 2014: المساهمة في تأسيس جمعية “الحرية الآن”، والصعود إلى مكتبها التنفيذي.-   2013:شاركت في اللجنة التحضيرية للتجمع الأمازيغي الكوردستاني للصداقة والسلام.1992: المساهمة في تأسيس الجمعية المغربية لحقوق النساء.1988: المساهمة في تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. 1983: المساهمة في تأسيس نادي الأمل للمرأة المغربية بالرباط.   عضوة في عدد من الجمعيات منها: 2016: عضوة بمنظمة كاتبات العالم، ورئيستها منذ انعقاد مؤتمرها     بمدينة ميامي الأمريكية  سنة 2016 إلى 2018. من 2012 إلى الآن: عضوة في المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، مكلفة بالمرأة الكاتبة. من 2013 إلى 2015 رئيسة جمعة الأعمال الاجتماعية للعاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء.-      2012 إلى الآن: عضوة الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية. (إقليم كوردستان العراق).  –      2011: عضوة في الشبكة الدولية للصحافيات ومقاربة النوع. والمشاركة في مؤتمرها الرابع بفاس (المغرب) سنة 2011 والخامس بميريدا (المكسيك) سنة 2013 والسادس (ببرشلونة) سنة 2015.1992: عضوة في جمعية الأعمال الاجتماعية للعاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء وعضوة في مكتبها التنفيذي مكلفة باللجنة الثقافية من 2007 إلى 2013.-  1992: عضوة في اتحاد كتاب المغرب (عضوة في مكتبه المركزي من 1993 إلى 1997).-      2006 إلى 2012: كاتبة عامة لفرع الرباط لاتحاد كتاب المغرب.   الجوائز: حصلت على عدد من الجوائز من بينها جائزة تقديرية وأخرى تشجيعية لاتحاد الصحافيين العرب سنة 1990.

شاركت في العديد من الملتقيات والندوات الأدبية والسوسيولوجية وطنيا ودوليا.